المقالات

الدكروري يكتب عن الإسلام عقيدة وشريعة

الدكروري يكتب عن الإسلام عقيدة وشريعة

بقلم / محمــــد الدكـــروري

إن الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، تظهر آثار الإيمان بالله الواحد في العبادات التي بين العبد وربه، وفي المعاملات التي بين العبد وغيره، فكل ما جاء به الإسلام فنحن مأمورون باتباعه وعدم الخروج عنه كما قال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الأنعام ” وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون” ولا شك أن الإيمان بالله يقتضي فعل جميع أوامر الدين، واجتناب نواهيه، ومن عمل ببعض أوامره، وترك البعض الآخر، فما أجدره بالخزي في الدنيا، والعذاب الشديد على جرمه في الآخرة كما قال الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة البقرة ” أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون”

ولا يفعل ذلك إلا من زهد فى الدين فأخذ ما يروق له، وترك ما لا تحب نفسه، واشترى الحياة الدنيا بالآخرة كما قال الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة البقرة ” أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون” وإنه لمن المؤسف حقا أن كثيرا من المتحمسين لهذا الدين ضلوا الطريق، فجعلوا قضية الحكم بغير ما أنزل الله في شؤون الحياة قضية منفصلة، عن قضية العقيدة، لا تجيش لها نفوسهم كما تجيش للعقيدة، ولا يعدون المروق منها مروقا من الدين كالذى يمرق من عقيدة أو عبادة، والعمل بشريعة الله تعالى يجب أن يقوم ابتداء على العبودية لله عز وجل، على الطاعة لله تعالى، إظهارا لكمال العبودية لله سبحانه، وبعد الطاعة يجوز للعقل البشري أن يلتمس حكمة الله عز وجل بقدر ما يستطيع فيما أمر الله تعالى به أو نهى عنه.

فإن عرف الحكمة فذلك من فضل الله، وإن لم يعرف فمقتضى العبودية الطاعة، والانقياد والتسليم لله عز وجل، والعقل كلما تخلص من الهوى بمخالطة التقوى له، ومراقبة القلب له، يختار الطيب على الخبيث، فينتهي الأمر إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، والله سبحانه، جعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس، وأكرمها بأفضل الكتب والرسل والشرائع، وأعدها لحمل منهج الله في الأرض، لتستقيم عليه، وتقيم الناس عليه، وحينئذ تكون ربانية حقا، وترتفع بشريتها إلى أحسن تقويم، وإن هذا الدين هو مجموعة أوامر الله التي أنزلها في كتابه، وأمر بها جميع عباده، فلا يعرف الفصل بين العقيدة والعبادة والشريعة، إنما هي الزحزحة التي زاولتها أجهزة مدربة قرونا طويلة، حتى انتهت مسألة الحكم بغير ما أنزل الله إلى هذه الصورة الباهتة.

وانفصلت أوامر الساحة والسوق عن أوامر المسجد، وظل الدين محبوسا في النفس وداخل المسجد، وحكم الطاغوت في بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله، وتركهم يصلون صلاة لا روح فيها، لا تذكر بالله، ولا تزجر عن منكر، وهذا بلاء عظيم، وشر مستطير، ألا وهو قيام الحياة على غير التوحيد، وإن الذين يحكمون على عابد الوثن بالشرك، ولا يحكمون على المتحاكم إلى الطاغوت بالشرك، ويتحرجون من هذه، ولا يتحرجون من تلك، إن هؤلاء لا يقرؤون القرآن كما أنزل، ولا يفقهون نصوصه، ولا يدركون كلياته، فليقرؤوا القرآن فهو مملوء بتقرير ذلك كما قال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الأنعام ” وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون” وقال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة التوبة ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار