تقارير

الدكروري يكتب عن جلجامش والبحث عن الخلود

الدكروري يكتب عن جلجامش والبحث عن الخلود

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن جلجامش والبحث عن الخلود

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الشخصيات البارزة عبر التاريخ الإنساني، ومنهم جلجامش، وهو ملك تاريخي لدولة الوركاء السومرية، وقيل أنه كان جلجامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوما لأنه بشر والبشر فان ولا خلود إلا للآلهة، فبدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية، لكي يجد جلجامش سر الخلود عليه أن يجد الإنسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية، نبى الله نوح عليه السلام، في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام، وأثناء بحث جلجامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى الإلهات واسمها سيدوري التي كانت آلهة النبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعة من النصائح إلى جلجامش.

 

والتي تتلخص بأن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن الخلود وأن عليه أن يشبع بطنه بأحسن المأكولات ويلبس أحسن الثياب ويحاول أن يكون سعيدا بما يملك لكن جلجامش كان مصرا على سعيه في الوصول إلى أوتنابشتم لمعرفة سر الخلود فتقوم سيدوري بإرسال جلجامش إلى الطواف أورشنبي، ليساعده في عبور بحر الأموات ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود، وعندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا، بقصة طوفان نبى الله نوح عليه السلام، وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود، وبعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار جلجامش في سعيه نحو الخلود. 

 

قام بعرض فرصة على جلجامش ليصبح خالدا، إذا تمكن جلجامش من البقاء متيقظا، دون أن يغلبه النوم لمدة ستة أيام وسبعة ليالي فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن جلجامش يفشل في هذا الاختبار إلا أنه ظل يلح على أوتنابشتم وزوجته في إيجاد طريقة أخرى له كي يحصل على الخلود، وهنا تشعر زوجة أوتنابشتم بالشفقة على جلجامش فتدله على عشب سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى جلجامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود، فيغوص جلجامش في أعماق البحر في أرض الخلود دلمون وهى البحرين حاليا، ويتمكن من اقتلاع العشب السحري، وبعد حصول جلجامش على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب يقرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن.

 

قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع جلجامش إلى أورك خالي اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه، وفي نهاية الملحمة، يموت جلجامش ويحزن سكان أوروك عليه حيث أنهم يعلمون أنه لن يأتي حاكم مثله أبدا، وبالفعل بقي اسمه خالدا حتى يومنا هذا، وهذا هو الخلود المعني من هذه الاسطوره انه خلود الاعمال وليس الاعمار فكم من البشر قد طالت اعمارهم ولم نذكر منهم احد واخرين كانت اعمارهم قصيره جدا ولكن خلد التاريخ أسمائهم في لوحات من النور مازالت تشع اضوائها حتي يومنا هذا. 

 

ويتفق معظم المؤرخين الكلاسيكيين على أن ملحمة جلجامش أثرت تأثيرا جوهريا على كل من الإلياذة والأوديسة، وهما قصيدتان ملحميتان تم كتابتهم بالإغريقية القديمة خلال القرن الثامن قبل الميلاد، وتوصف قصة ميلاد جلجامش في حكاية طريفة موجودة في كتاب عن طبيعة الحيوانات الذي ألفه الكاتب الإغريقي إليان في القرن الثاني بعد الميلاد ويروي إليان أن جد جلجامش وضع أم جلجامش تحت الحراسة لمنعها من الحمل، لأن وسيط الوحي أخبره أن حفيده سيطيح به، وحملت أم جلجامش، ورمى الحراس المولود من البرج، إلا أن نسرا ينقذ الطفل في منتصف السقوط ويوصله بسلام إلى حقل، حيث يربيه البستاني.

 

ويتفق معظم المؤرخين أن جلجامش كان ملكا تاريخيا لدولة الوركاء السومرية، وكان ملكا من قبل الملك إين مي باراكي سي الكيشي، وهو شخصية تاريخية معروفة والذي قد يكون عاش خلال فترة حياة جلجامش. 

الدكروري يكتب عن جلجامش والبحث عن الخلود

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار