منوعات

الدكروري يكتب عن جوهرة الإسلام والديانات

الدكروري يكتب عن جوهرة الإسلام والديانات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الأخلاق الحميدة ليست جزء من الدين الإسلامي فحسب، بل هي عبارة عن جوهرة الإسلام وجوهرة جميع الديانات السماوية الأخرى، فالدين الإسلامي والأديان الأخرى كلها تحث على التحلي بالأخلاق الحميدة، والحرص على التعامل بها مع الله تعالى ومع النفس ومع الغير، ويتضح أن الغرض من رسالة سيد الخلق أجمعين رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هي إتمام مكارم الأخلاق، والعمل على تقويمها، فالهدف من كل الرسلات هدف أخلاقي، والدين نفسه هو دين حسن خلق، كما من الممكن إيجاد الأخلاق في جانب العقدية، حيث ربط الله تعالى رسوله الأمين الإيمان بحسن الخلق، ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم “أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا” فالأخلاق الحميدة هى قوة راسخة في الإرادة تنزع بها إلى اختيار ما هو خير وصلاح.

 

وإن أصول الأخلاق، وجذورها العلمية، تبين الفرق الشاسع بين نوعي الأخلاق، فيمكن الآن وبكثير من الاطمئنان تبيان أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام، ومما هو جدير بالذكر أن الأخلاق في الإسلام لم تبنى على نظريات مذهبية، ولا على مصالح فردية، ولا على عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها، بل هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها إذ لا يمكن أن تكون الأخلاق فضائل منفصلة، إنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة، فالدين الإسلامي الحنيف عقيدته أخلاق، وشريعته أخلاق، وإذا خرق المسلم إحداها أحدث خرقا في إيمانه، ولعل أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام تكمن في الدرجة الأولى في كونها دليل الإسلام وترجمته العملية، وكلما كان الإيمان قويا كلما أثمر خلقا قويا، فالأخلاق هي الثروة الفكرية والحضارية.

 

التي تصنع مجتمعا بشريا تسوده قيم الخلق والأدب والخير والحق، ولذلك عندما بدأ الإسلام في ما مضى من الزمن قام على الخلق الحسن، والمعاملة الحسن، ولذلك ساد وانتشر في مشارق الأرض ومغاربها، وكلما تراجعت الأخلاق تراجعت المكانة، فإن أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام لها شأن عظيم، ودور كبير في إحياء الأمم ونهضتها، وعودتها إلى مجدها وعزتها ولما كانت أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام على هذا القدر من الرفعة والعظمة، ولما كان للأخلاق هذا الأثر في بناء الأمم ورقيها، أو هدمها واندثارها، كان لا بد من العودة إلى القرآن الكريم، وهو منهج المسلمين ونورهم المبين الذي يهتدون به في حياتهم، وإعادة النظر والتمعن في الآيات القرآنية الكريمة التي تحث على الخلق الحسن، وتبين ما هي الأخلاق الكريمة والفاضلة التي توافق منهج الدين الإسلامي.

 

وهدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه قطوف من أقواله صلى الله عليه وسلم، وقبس من أحاديثه الشريفه صلى الله عليه وسلم في حثه وأمره بالأخلاق، تضيء لنا الطريق لنعيش في روضة أخلاق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، علما وعملا واقتداء، ففي الأخلاق العامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خياركم أحاسنكم أخلاقا”رواه الترمذي، وقال أيضا “إن من أحبكم إلىّ أحسنكم أخلاقا” رواه البخاري، وفي معاملة الوالدين وبرهما، والاهتمام بهما وتقديهما على غيرهما فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك” رواه مسلم، وفي معاملة الزوجة خاصة.

 

والمرأة عامة سواء كانت أم أو أخت أو بنت أو زوجة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم” استوصوا بالنساء خيرا” رواه البخاري، وحفاظا على المجتمع من انتشار الرذيلة واعتيادها كان صلى الله عليه وسلم، يأمر بالستر وينهى عن الفضيحة فيقول” من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة” رواه البخارى.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار