منوعات

الدكروري يكتب عن وتستخرجون منه حلية تلبسونها

الدكروري يكتب عن وتستخرجون منه حلية تلبسونها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن بالعلم تنهض الحضارات وتتقدم الأمم، ولا يبني ملك إلا بالعلم والعمل، وإن بالعلم تستخرج خيرات الأرض، وكذلك بالعلم نغوص في أعماق البحار ونستخرج منه الصدف، فقال تعالى فى سورة الرعد” ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله” وقال تعالى فى سورة النحل ” وتستخرجون منه حلية تلبسونها” ومنها صناعة السفن, وقد أجادها نبى الله نوح عليه السلام، ومنها أيضا صنعة البناء, وقد تعلمها إبراهيم وابنه إسماعيل, وهما اللذان بنيا أول بيت وضع للناس، ومنها أيضا صناعة السدود العظيمة كما فعل ذو القرنين، فقال تعالى “آتونى زبر الحديد حتى إذ ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتونى أفرغ عليه قطرا” والقطر هو النحاس المذاب, وهو إذا أضيف إلى الحديد زاده صلابة وقوة، ومنها الصناعات التى عملها الجن لنبى الله سليمان عليه السلام.

 

وقد أشار القرآن الكريم إلى صناعات شتى, ومنها الصناعات التى عملها الجن لنبى الله سليمان عليه السلام، وعمل الجن لها لايعنى أن بنى الإنسان لا يقدرون عليها, ففى قصة سليمان عليه السلام رأينا بعض الناس ممن عنده علم من الكتاب يقدر على ما لم يقدر عليه العفريت من الجن، إلى غير ذلك من الصناعات التى أشار إليها القرآن الكريم، فحرر عقلك من كل القيود، واشغل نفسك بتعلم ما ينفعك في الدنيا والآخرة ، وأيضا احرص علي التأمل في عجيب صنع الله حتي تزداد إيمانا وخشية وبعدا عن الإنحراف والشطط ، وقد أوصي الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ولده فقال يا بني الناس ثلاثة عالم ربانى، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، ولن يلجئوا إلى ركن وفيق، فاحذر يا كميل أن تكون منهم.

 

فاحرص أخي المسلم أن تكون من الحريصين علي المعرفة ولا تضيع وقتك في غير فائدة فقد حكي بعض البلغاء من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله أو حمد حصله، أو خير أسسه أو علم اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه، فالعلم يساوي العقل فقد سئل بعض العلماء أيما أفضل المال أم العلم ؟ فقال الجواب عن هذا أيما أفضل المال أم العقل، إذن العقل آلة التفكير، والعلم ثمرته، وهو في الوقت نفسه إعلان وتسجيل لفضل العلم، وإيحاء بتحصيله، فيقف الإنسان على الحقائق، وتزول عنه غشاوة الجهل، ويحرر من رق الأوهام والخرافات، وبذلك كان الإسلام دين الفكر، ودين العقل، ودين العلم، وحسبنا أن رسوله لم يقدم حُجة على رسالته، إلا ما كان طريقها العقل والنظر والتفكير، وقد ارتفَع القرآن بالعقل.

 

وسجل أن إهماله في الدنيا سيكون سببا في عذاب الآخرة فقال حكاية لما يجري على ألسنة الذين ضلوا ولم يستعملوا عقولهم في معرفة الحق والعمل به، ومن هنا يقول الله تعالى فى سورة الملك ” لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير” وكذلك ارتفع بالعلم، وجعل أهله في المرتبة الثالثة بعد الله والملائكة، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم فائم بالقسط” ثم جعلهم وحدهم هم الذين يخشون الله من عباده، بما أدركوا من آثار قدرته وعظمته، فقال بعد أن لفت الأنظار إلى نعم الله وآياته، قال تعالى ” إنما يخشى الله من عباده العلماء” ومن هنا كَثرت آيات القرآن الواردة في ذم التقليد، وجري الخلف وراء السلف دون نظر واستدلال.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار