شريط الاخبار

من روائع القصص قصة أبينا آدم في (ديوان الأنبياء )

من روائع القصص
قصة أبينا آدم
في (ديوان الأنبياء )
للشاعرة /ندى الرفاعي
قراءة نقدية / هشام شوقي
من روائع القصص قصة أبينا آدم في (ديوان الأنبياء )
من روائع القصص قصة أبينا آدم في (ديوان الأنبياء )
أجمل شرح وتحليل عن قصة سيدنا آدم هو الاستشهاد ببعض آيات القرآن الكريم فلا يوجد أدق منها في وصف سيدنا آدم قال الله تعالي : ولقد خلقناكم ثم صوَّرناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ،قال ما منعك ألا تسجد إذْ أمُرتك ، قال أنا خير منهُ خلقتني من نار وخلقتهُ من طين ، قال فاهبط منها فما يكون لك أنْ تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ، قال انظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك من المنظرين قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ، قال أخرج منها مذموماً مدحوراً لمَنْ تبعك منهم ، لأملأنَّ جهنَّم منكم أجمعين ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وُوري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكون ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما ، إني لكم لمن الناصحين ، فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و ناداهما ربُّهما ألم أنهكما عن تكلما الشجرة و أمُلْ لكم إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربَّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونَنَّ من الخاسرين ، قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباسُ التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يتذكرون يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ، ينزع عنهما لباسهما ليُريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيلُهُ من حيث لا ترونهم إنَّا جعلنا الشياطين أولياءَ للذين لا يؤمنون } سورة الأعراف 11 ـ 27
و الأسلوب القرآني في عرض قصص الأنبياء معجز و أبلغ من قول المفسرين و الفصحاء والشعراء وهو الحجة والمرجعية في هذا الأمر خصوصاً أن الشاعرة لم تقم بتوظيف قصص الأنبياء على الأحداث السياسية والإجتماعية كما يفعل بعض الشعراء مع التناص القرآني ولكنها تتغني شعراً بقصص الأنبياء في صورتها التراثية المثالية كما وردت في القرآن الكريم تقول الشاعرة الأستاذة / ندى الرفاعي في قصيدة سيدنا آدم عليه السلام .
آدم أبو الإنسان كان نبَّيا عهدا من الأزمان صار طويَّا
إذْ قال ربكَ “كُنْ” فكان بلحظةِ من تربة الصلصال صار سويا
وخليفة الله المكرم عنده عن سائر الأجناس صار صَفيَّا
من مجمل الأعراق شاء إلهنا لإرادة أن يجتبيه نبيَّا
و لأجل ربّ العرش منذ خليفة سجد الملائكة الكرام جثيَّا
في جنةالفردوس عاش منعماً يؤتي عطاءً يانعاً و جنيَّا
حتي تعرض للوساوس و الهوى ولضعف حالته وكان نسيَّا
هي محنة الإنسان في هذي الترفا يبغي خلوداً دائماً وهنيَّا في القُرب كان سرورهْ في البعد كان مكوثه متحسراً وبكيَّا بهبوطه من جنة بغراسها ما كان مطروحاً ولا مزريَّا
ولأحسن التقويم ثم لعودة يسعي حثيثاً دانياً و مضيَّا
هي رحلةٌ في عالم فإن انزوي عن جوهر المخلوق بات شقيَّا
بعبادة الرحمن لبّ سعادة فاهنأ وحاذر أن تعيش عصيَّا
خلق الإلهُ جموعنا لعبادة طوبى لمن عاش الحياة رَضيَّا
معني العبادة طاعة بمحبة فاز الذي أوفي وعاش نقيَّا
فتبارك الله الذي خلق الحياة بقدرة كان العظيم عليَّا وننزه الرحمن عن قول السوى سبح إلهك بكرة و عشيَّا
صلى الإلهُ على النبي المصطفى من قبل آدم مرسلاً و نبيَّا
و الآل والصحب الكرام ومن تلا ومع السلام معطراً ونديَّا
– وتحليل النص من الناحية اللغوية اعتمدت الشاعرة على المعجم القرآني الفصيح في سردها الشعري لقصة سيدنا آدم مثل { آدم / الإنسان / نبي/ إذ قال ربُّكَ / كُنْ/ الصلصالِ / سوَّيا / صفيَّا / يجتبيه / نبيا / رب العرش / جنة الفردوس / سجد الملائكة / تعرض للوساوس / نسيَّا / جنة بفراسها / بعبادة الرحمن / خلق الإله / بعبادة الرحمن / طوبى / تبارك اللهُ / خلق الحياة / آدم مرسلاً ونبيا / صلى الإلهُ على النبي / المصطفى / والآل والصحب الكرام مع السلام }
– أمَّا الخيال الشعري فجاء قليلاً وقلت معه فنون علم البيان لاعتماد الشاعرة على السرد القرآني للقصة فجاء السرد الشعري و ما يتبعه من أسلوبية شعرية في بناء الجملة ونمائها مرتكزة على التداعي الحرفي للإستلهام من القرآن الكريم وما يتسم به أسلوبه من الإعجاز اللغوي والمعنوي أيضاً .
واستخدمت الشاعرة أسلوب التضاد الذي يبرز المعني و يوضحهُ ويجذب انتباه السامع والقاريء في قولها { في القرب كان سروره في البعد كان مكوثه }
كما استخدمت الشاعرة الجملة الشعرية التقريرية
مثل( آدم أبو الإنسان/ وإذ قال ربك كن/
وخليفة الله المكرم عنده ـــــ سجد الملائكة الكرام/
في جنة الفردوس عاش منعماً /هي محنة الإنسان
في هذي الدُّنا/ خلق الإلهُ جموعنا لعبادة /
طوبي لَمنْ عاش الحياة رضيا/ معنى العبادة
طاعة بمحبة/ فاز الذي أو فى وعاش نقيَّا.)
– كما استخدمت الشاعرة الجملة الإنشائية الدعائية في قولها ” فتبارك الله الذي خلق الحياة ” ” سبحْ إلهك بكرة وعشيَّا ” ” صلى الإلهُ على النبي المصطفى “
والقافية هي حرف الياء المطلقة وعلى موسيقى بحر الكامل العروضي .
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار