آمنة بنت وهب
آمنة بنت وهب
بقلم / هاجر الرفاعي
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ومع أم النبي المختار المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم وهي السيدة : آمنة بنت وهب وهي من بني زهرة بن كلاب، وهم أحد بطون قريش ذات المكانة العظيمة فقد كان أبوها وهب بن عبد مناف سيد بني زهرة شرفا وحسبا، ولم يكن نسب السيده آمنة بنت وهب من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى، من بني عبد الدار بن قصي أحد بطون قريش ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول بنسبه حيث قال : ” لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما”
ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم : “أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا” ونشأت السيده آمنه بنت وهب فى صباها في أعز بيئة، ولها مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد، فكانت تعرف بزهرة قريش، فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، فكانت مخبأة من عيون البشر، حتى إن الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا وقد عرفت آمنة في طفولتها وحداثتها ابن العم عبد الله بن عبد المطلب حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قريش، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة.
لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل، ولكنها حجبت منه، عندما ظهرت عليه بواكر النضج، وهذا ما جعل فتيان مكة، يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها، وكما نشأت في أسرة عريقة النسب، مشهود لها بالشرف والأدب، اتسمت بالبيان، وعرفت بالذكاء وطلاقة اللسان، وتعد أفضل امرأة في قريش نسبا ومكانة، ورباها عمها وهيب بن عبد مناف، وكان عبد المطلب سيد قريش وجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
قد نذر لله إن رزقه الله عشرة من الذكور لينحرن أحدهم شكرا لله وتقربا إليه، وقد صار لعبد المطلب عشرة ذكور، وعزم على تنفيذ نذره، وعندما أقرع بينها وبين ولده، وقعت القرعة على الإبل، فسرّ عبد المطلب بذلك سرورا عظيما ونحر الإبل المائة فداء ولده، وعمت الفرحة قريشا بنجاة ابن سيدهم عبد المطلب، ولم يكن عبد الله بن عبد المطلب بين الذين تقدموا لخطبة زهرة قريش رغم ما له من الرفعة والسمعة والشرف، فهو ابن عبد المطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية وجدة عبد الله لأبيه سلمى بنت عمرو، ولكن السبب الذي يمنع عبد الله من التقدم إلى السيده آمنه.
هو نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة حيث إن عبد المطلب حين اشتغل بحفر البئر، وليس له من الولد سوى ابنه الحارث، فأخذت قريش تذله، فنذر يومها، إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة ، فأنعم الله على عبد المطلب بعشرة أولاد وكان عبد الله أصغرهم، وخفق قلب كل شخص وهو ينتظر اللحظة ليسمع اسم الذبيح، وبقيت آمنة، لا تستطيع أن تترك بيت أبيها، ولكنها تترقب الأنباء في لهفة، وقد اختير عبد الله ليكون ذبيحا، ومن ثم ضرب السهم على عبد الله أيضا فبكت النساء، ولم يستطع عبدالمطلب الوفاء بنذره، لأن عبد الله أحب أولاده إليه، وأتى الفرج.
فقد أشار عليهم شخص وافد من خيبر بأن يقربوا عشرا من الإبل ثم يضربوا القداح فإذا أصابه، فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، فإذا خرجت على الإبل فانحروها، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم، وظلوا على هذه الحالة ينحرون عشرا ثم يضربون القداح حتى كانت العاشرة، بعد أن ذبحوا مائة من الإبل.