الدكروري يكتب عن أخطر وأعظم الأمانات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى الخلق أخلاقا، وأعظمهم أمانة، وأصدقهم حديثًا، وأجودهم نفسا، وأسخاهم يدا، وأشدهم صبرا، وأعظمهم عفوا، فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله صدره ورفع ذكره، ووضع وزره وأتم أمره، وأكمل دينه وأبر يمينه، ما ودعه ربه وما قلاه، بل وجده ضالا فهداه، وفقيرا فأغناه، ويتيما فآواه، وخيّره بين الخلد في الدنيا وبين أن يختار ما عند الله، فاختار لقاء الله، أما بعد أيها الناس فإن الأبناء أمانة من أخطر وأعظم الأمانات التي حملها الله تعالى للآباء والأمهات والله تعالى أمرنا في غير آية من كتابه بحفظ الأمانة وحذرنا من تضييعها فقال الله تعالى فى سورة النساء ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها” وأنت أيها الوالد مطالب.
أن تقي نفسك وزوجتك وأبنائك نار حر ها شديد وقعرها بعيد ومقامعها من حديد فيقول الله تعالى فى سورة التحريم ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة” وعن الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه أنه قال في الآية علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم، والمراد بالأهل على ما قيل وهو ما يشمل الزوجة والولد والعبد والأمة، واستدل بها على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض وتعليمه لهؤلاء، وأدخل بعضهم الأولاد في الأنفس لأن الولد بعض من أبيه، ولقد ضرب لنا سلفنا الصالح رضي الله عنهم أروع المثلة في الحرص على حسن الخاتمة ومدى خوفهم من سوء الخاتمة مع ما هم فيه من الزهد والورع والتقى، وفي الحديث يقول النبي صلي الله عليه وسلم.
” رحم الله رجلا قال يا أهلاه صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعكم معه في الجنة ” وقيل إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من جهل أهله” وعن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تعالى ” قوا أنفسكم وأهليكم نارا” قال اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار، وأوصوا أهليكم بتقوى الله، ومروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصية الله، وقال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك فإن عيونهم معقودة بك فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت، وعلمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روّهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره.
حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم” وكذلك فإن على الأسرة مسؤولية، فهناك مسؤولية الأسرة الإيمانية والدينية، وهى أن الأبناء أمانة عند والديهم، وهم الذين يتسببون في إيمانهم أوكفرهم فعن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من يولد يولد على هذه الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه كما تنتجون الإبل فهل تجدون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت صغيرا قال الله أعلم بما كانوا عاملين ” رواه البخاري.