أدعوا لأبناءكم بالخير
أدعوا لأبناءكم بالخير
بقلم /مرفت محمد
قال الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى
(لا تدعوا على أولادكم ولا أموالكم ولا أنفسكم ألا تصيب لحظه إجابه)
نعم هذا حديث صحيح رأيته متجسدا أمام عينى مع ثلاث سيدات كل على حده
المره الأولى
كانت منذ عشرون عاما جاءوا بها إلى المسجد .. سيده متوسطه العمر فى حاله ذهول تام غائره العينين ..تشخص إلى شئ بعيد ..تتمتم بكلمات غير مفهومه يطلبون منى أن أتكلم معها عن الصبر وأن أحدثها لأخرجها مما هى فيه.. سألت عن حالتها قالوا أنها فقدت إبنها أمام عينها حيث دهسته السياره أمام عينها أمام المنزل وقد كان عمره حوالى ١٠ سنوات حاولت أن أتحدث معها ..أجاذبها أطراف الحديث ولكنها كانت فى عالم آخر ولم تفلح معها محاولاتى حتى أخذنها قريباتها ورحلوا.
سألت عن قصتها قالوا كان أفضل اولدها… وكان يجلب لها طلباتها ويقوم على شأنها ..ولكنه كان عنيد فكانت تدعى عليه دعاءاً غريباً وتقول (روح يابعيد إلهى تتقطع تحت عربيه) سبحان الله وقد كان..حدث أمام عينها
أما الحاله الثانيه
فمن حوالى عشر سنوات كانت صاحبه محل دجاج و كنت أتعامل معها ولطالما مررت على دكانها واشتريت منها ..ولطالما لاعبته صغيرا ..وكبر أمام عينى يوما بعد يوم ..طفلا جميلا له عينين واسعتين عسليتين كأنهما لؤلؤتين تتقدان ذكاءا … كان كثير الحركه طالما أعطيته حساب الدجاج وأعطانى… الباقى كبر يوم بعد يوم أمام عينى أراه وهو قادم من المدرسه يحمل حقيبته فوق ظهره يسوق دراجته.. وقد حمل أمامه أخته الصغيره آتى بها من المدرسه تقول له أمه بسرعه إذهب بهذا الطلب إلى العنوان الفلاني يسلم على بأدب وأنا أنتظر طلباتى من أمه فجأه وجدتها أمامى فى المسجد تبكى بحرقه لا تستطيع أن تحملها قدميها ..جاءتني تطلب منى أن أدعى لكريم لأنه قد توفاه الله سألتها متى وكيف قالت منذ أسبوع بعد نجاحه فى ثانيه إعدادى طلب أن يذهب هو وأصدقاؤه فى رحله إلى العجمى فى الاسكندريه.. وهناك غرق فى البحر كان معه صديقه وفجأه وجد صديقه يغرق فدخل لإنقاذه فأنقذه وغرق هو ..وبحثوا عن جثته أيام وأيام ولم يجدوها ..تبكى بحرقه وتقول حتى لم يدفن فى قبر لأستطيع زيارته تقول أتخيل السمك وهو ينهش فى لحمه ويأكله قطعه قطعه ..لم أتمالك نفسي إلا وأنا أبكى هذا الشاب الذى كنت أراه ينموا أمام عينى وأذكر كلماتها كلما ضايقها وهى تدعى عليه
أما الحاله الثالثه
فهى أم من أسيوط جاءت إلى المسجد وكان يوم جمعه تبكى وتسألني هل دعوه الام مستجابه قلت نعم هكذا علمنا رسول الله فزادت فى البكاء هدأت من روعتها وسألتها ما بك قالت إبنى كان عمره إحدى عشر سنه وكان أحب أبنائى ..كان يحبني وكان بجانبى ويسمع كلامى إلا يوم واحد دعوت عليه ولم أكن أقصد خرج يلعب مع أصدقائه ويتنافسون فى العوم فى النيل غرق .
قلت سبحان الله هونى على نفسك كان عمره مكتوباً مسبقاً ولكن الله يجعل لكل شئ سببا كفكفت لها دمعها وأنا أقول إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا اللهم وفقنا للدعاء لهم
صدق الحبيب المحبوب عندما أرشدنا وقال (لا تدعوا على أموالكم ولا أبنائكم ولا أنفسكم ألا تصيبكم ساعه إجابه)