بقلم مصطفى سبته
أيا عاشق للقلب لطفًا لا تفارقه
أرفق بكلِّ ثمينٍ أنتَ عاشقه
إذا كُنْتَ لا تَهَـوى وَ يَهْـوَاكَ عَـاشِقٌ
فَـمِنْ سَيِئـاتِ الـحَُـبِّ أَنْ لَا تُـبَالِيَــَا
وَ أَسـوَأُ مَا فِيْ العَيْشِ بُعَْـدُ أَحِبَــَّةٍ
وَ أَوْجََـعُ مَا فِيْ القَلَب أَن لَا تلَاقيا
أَسْعَدُ مَا فِيْ العُمْرِ لُقْيـاكَ بــِالَّذِي
تُـحِـبُّ وَ إِنْ كَـانَ اللِّقَـــاءُ ثَـوَازِيـنـآ
ليس المشيبُ مشيبَ الرأسِ واللّمَمِ
إنَّ الـمـشيبَ مـشيبُ الـفكرِ والـهِمَمِ
كـم مـن عـجوزٍ فَتِيّ الرُّوحِ ذي أملٍ
مــازال يـرسـو بـهِ فـي ذِروةِ الـقِمَمِ
وكـمْ مـنْ فـتىً عـاجز يـنتابهُ كـسَلٌ
شـاخـتْ عـزائـمهُ مُـحـدودبُ الـقِيَمِ
كم فارس دقَّ باب القلب مندفعا
أرخى السّتائر حتّى ملَّ طارقه
ما غير حبّك في قلبي أرتّله
على هضاب المنى رقّت بيارقه
ما بين نهرين ضجَّتْ كلُّ أسئلتي
متى ستطفئُ قلبًا أنتَ حارقه
مِتُ انتظارًا على شطآن لغتنا
هلّا أعدْتَ إلى قلبي زوارقه
حقاً أحبك إنّي لستُ أُنكرُها
وكيفَ أنكرُ بي ما اللهُ مُبديهِ.
هل ينكرُ الطيرُ غصناً كانَ يحملُهُ
أم ينكرُ الزَّهرُ غيماً كانَ يَسقيهِ
حقاً أُحبك لا زالت علي شفتي
تستنزفُ الشوقَ خمرًا ثمّ تسقيهِ
ما لي علي القلبِ سلطانٌ لأمنَعَه
عِشقاً بَراهُ وشوقاً باتَ يُشقيهِ
حقاً أحبُّك موشومٌ بها جسدي
فكيفَ أمسحُ وشماً عالِقاً فيهِ
ولهفتي فيك دمعٌ لست أمنعهُ
مشتتٌه عاث فيّ اليأس والأملُ
أسبغْ من الوصل ما يشفي مواجعنا
فجذوة الشوق في الأحشاء تشتعلُ
أما كفاكَ سُهادي فيك إذ هجعوا
أقتاتُ من وجعي بالبؤس أكتحلُ
كم ضقتُ وحشةِ في الصدر قاتلةٍ
والقلب يا أملي أزرى به الوجلُ
رسائلي فيك ماتت في محاضنها
ما بالها اليوم لا تمضي ولا تصلُ
بعثتُها من صميم القلبِ نازفةً
وخطّها الدمع لمّا أزّه الطللُ
من قالَ أنّي صبورة في الهوى كذباً
من قال أنّي لهذا البُعد أحتملُ
أيا عاشق للقلب لطفًا لا تفارقه
أرفق بكلِّ ثمينٍ أنتَ عاشقه
أرخى السّتائر