أسود الأطلس” يلتهمون زامبيا
كتب.أحمدعبدالخالق
بأداء هجومي مدمر يعكس شخصية البطل الحقيقي،
أطلق المنتخب المغربي رسالة حاسمة وصادمة لكل منافسيه في كأس الأمم الأفريقية “المغرب 2025″،
بعد انتصاره الساحق والمستحق على زامبيا بنتيجة 3-0 في مباراة حاسمة للتأهل.

هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط قاتلة، بل تأهل بطلاً للمجموعة الثالثة بعلامة كاملة (9 نقاط)،
مع فارق أهداف يصل إلى +7، وعينين تلمعان نحو منصة التتويج في النهائي.
تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، أثبت “أسود الأطلس” أنهم ليسوا مجرد مرشحين،
بل قوة لا تُقهر جاهزة للافتراس في الأدوار الإقصائية.
إعصار “أسود الأطلس” يجتاح الشوط الأول
منذ اللحظة الأولى لصافرة الحكم
لم يترك المغاربة أي مجال لزامبيا لاستعادة أنفاسها أمام 45 ألف متفرج في ملعب “فيليكس هوفيه بواسي” بأبيدجان.
فرضت كتيبة الركراكي حصاراً هجومياً لا يرحم، حيث سيطرت على الكرة بنسبة 68%،
وأطلقت 12 تسديدة خطيرة في الأول 20 دقيقة فقط. أسفر هذا الهجوم عن هدف مبكر في الدقيقة 14،
سجله المهاجم أيوب الكعبي برأسية مذهلة من ركلة ركنية نفذها حكيم زياش بدقة متناهية،
أشعل حماس اللاعبين والجماهير المغربية التي غنت “أسود الأطلس” طوال المباراة.

التناغم الاستثنائي بين خطوط الفريق – الدفاع الصلد بقيادة نافال المؤدبي الذي أنقذ 3 كرات حاسمة،
والوسط الديناميكي بتألق سفيان أمرابط (90% دقة تمرير)، والهجوم الفتاك –
جعل الشوط الأول مغربياً خالصاً، سواء في النتيجة أو الأداء.
أمام هذا الهجوم، تراجع الدفاع الزامبي إلى الوراء مغلوباً بمهارات زياش الفردية الخارقة،
الذي أبهر الجميع بتمريراته القاتلة وخدعته الساحرة،
مما حول كل كرة إلى تهديد حقيقي على مرمى اللاعب باتسون دانتا.
سيطرة مطلقة وثلاثية نظيفة في الشوط الثاني:

لم يكتفِ المغرب بالتقدم الهش في الشوط الثاني، بل رفع سقف العرض الهجومي ليحسم المواجهة تماماً أمام خصم يائس.
استمر الضغط المتواصل مدعوماً بجمل تكتيكية عبقرية من الركراكي،
الذي غير التشكيلة إلى 4-3-3 هجومياً،
مما سمح بإضافة الهدف الثاني في الدقيقة 62 عبر براهيم دياز نفسه بتسديدة منحنية من خارج الصندوق،
ثم الثالث في الدقيقة 78 من الكعبي مرة أخرى بعد تمريرة حاسمة من أمرابط.

هكذا تحولت المباراة إلى عرض فردي مغربي كامل، مع 22 تسديدة مغربية مقابل 4 زامبية فقط.
خط الوسط تألق كـ”محرك ديزل” لا يتوقف، يستعيد 18 كرة بسرعة البرق ويبني الهجمات بدقة جراحية،
مما جعل مرمى زامبيا هدفاً حتمياً لا مفر منه. هذا الأداء لم يأتِ من فراغ،
بل من لياقة بدنية فائقة (غطى اللاعبون 115 كم) وروح قتالية تجسدت في كل لمسة،
خاصة تألق الاحتياطي عاشر الشرقي الذي أضاف ديناميكية في الدقائق الأخيرة.
صدارة المجموعة والإنذار الأقوى للقارة السمراء
بهذا الانتصار العريض، تربع “أسود الأطلس” على قمة مجموعته ببفوزين وتعادل،
مؤكدين أن توقعاتهم كمرشح أول للقب – بعد نجاح كأس العالم – ليست مصادفة.
الثلاثية النظيفة لم تكن مجرد أرقام، بل دليل على جاهزية كاملة لمواجهة الكبار في ربع النهائي.
هذه الثلاثية النظيفة هي الإنذار الأشد الذي وجهه وليد الركراكي لبقية منتخبات إفريقيا،
يعلن فيه أن “أسود الأطلس” في كامل جاهزيتهم للافتراس على طريق التتويج، محولين الحلم إلى واقع.

