الرئيسيةمقالاتأشد الأسباب لإثارة نار الحقد
مقالات

أشد الأسباب لإثارة نار الحقد

أشد الأسباب لإثارة نار الحقد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى أصحابه أجمعين أما بعد اعلموا أن سليم القلب والصدر سالم من كل شر حاصل له كل خير، وقال العلامة السعدي رحمه الله وإذا كان قلب العبد سليما سلم من كل شر، وحصل له كل خير، وكما أن سليم القلب والصدر ينتفع بماله وولده وقال العلامة العثيمين رحمه الله ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ” ومن فوائد الآيه الكريمه هو فضيلة القلب السليم لأنه سبب لإستفادة الإنسان من ماله وبنيه، بناء على أن الإستثناء متصل وهو كذلك، وكما أن سليم القلب في راحة، حيث قال الإمام الشافعي رحمه الله، ولما عفوت ولم أحقد على أحد، أرحت نفسي من همّ العداوات، ومن أسباب عدم سلامة الصدر هو المماراة والمنافسة في أمور الدنيا، وقال الإمام الغزالي رحمه الله.

وأشد الأسباب لإثارة نار الحقد بين الإخوان المماراة والمنافسة، فإنها عين التدابر والتقاطع، فإن التقاطع يقع أولا بالآراء ثم بالأقوال ثم بالأبدان، ومن أسباب عدم سلامة الصدر الخصومة، وقال الإمام النووي رحمه الله والخصومة توغر الصدور وتهيج الغضب وإذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما حتى يفرح كل واحد بمساءة الآخر، ويحزن بمسرته ويطلق اللسان في عرضه، وكما أن من أسباب عدم سلامة الصدر هو حب الرئاسة، وقال الفضيل بن عياض رحمه الله ما من أحب الرئاسة إلا حسد، وبغي وتتبع عيوب الناس وكره أن يذكر الناس بخير، وكما أن من أسباب عدم سلامة الصدر كثرة المزاح، وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إياكم وكثرة المزاح، فإنه يورث الضغينة ويجرّ إلى القبيح، وكما أن من أسباب سلامة الصدر هو الرضا بقضاء الله وقدره.

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله الرضا يفتح له باب السلامة، فيجعل قلبه سليما نقيا من الغش والدغل والغل ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، وكلما كان أشد رضا كان قلبه أسلم فالخبث والدغل والغش قرين السخط وسلامة القلب وبره ونصحه قرين الرضا وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وكما أن من أسباب عدم سلامة الصدر هو الإخلاص والنصح للولاة ولزوم جماعة المسلمين، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاث لا يغلّ عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم” أي لا يبقى فيه غل ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة بل تنفي عنه غلَّه وتخرجه منه، وقال ابن الأثير الجزري رحمه الله.

والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدعل والشر، وكما أن من أسباب عدم سلامة الصدر الدعاء للنفس وللغير، حيث قال الله ” والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ” وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله أي بغضا وحسدا، وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله لقد ذكر الله في هذا الدعاء نفي الغل عن القلب الشامل لقليل الغل وكثيره الذي إذا إنتفى ثبت ضده وهو المحبة بين المؤمنين، وقال الشيخ عبالكريم الخضير الإكثار من الدعاء للغير لا شك أنه دليل على سلامة القلب من الغل والحقد لأن بعض الناس لا تجود نفسه بالدعاء لغيره بل يدخر جميع دعواته لنفسه، فاللهم انصر المجاهدين المسلمين الموحدين.

الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان، اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واحشرنا يوم القيامة في زمرة نبينا ولواء حبيبنا، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مرئية لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وانصرنا على من عادانا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، اللهم آمين يا رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *