الرئيسيةمقالاتأضرار الضوضاء والأصوات المزعجة
مقالات

أضرار الضوضاء والأصوات المزعجة

أضرار الضوضاء والأصوات المزعجة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له ما في السماوات وما في الأرض ومابينهما وما تحت الثرى أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، هو أخشى الناس لربه وأتقى، دلّ على سبيل الهدى وحذر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى، ثم أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن التطبيقات الفقهية للعناية بالبيئة ومن العناية والحفاظ بالبيئة يضرب المثل بالحفاظ علي البيئة من منع الضوضاء، حيث لا يمنع من الأصوات المعتادة.

ولا الضارة ضررا يحتماه الناس في العادة، أما إذا كان الضرر الناشئ عن الأصوات مما لا يحتماه الناس عادة لقوته ودوامه، أو لإجتماعه مع أضرار أخرى تزيد من تأثيره، فإنه يمنع منه وهذا هو ما يستنبط من النصوص حيث جاء في التبصرة قال ابن عتاب تنازع الشيوخ ببلدنا قديما وحديثا في الرجل يجعل داره أو في شبه ذلك ما له دوي وصوت يستضر به الجار، مثل الحداد، فقال بعضهم يمنع منه إذا عمل فيه بالليل والنهار، وقال بعضهم لا يمنع منه وقال ابن سعيد الذي إتفق عليه مشايخنا أن يمنع من العمل بالليل، إذا أضر بجاره، ولا يمنع بالنهار، وقاله ابن عبد ربه، وجاء في حاشية الدسوقي لا يمنع من صوت ككمد، وهو دق القماش، وقصار وهو الذي يبيض القماش، وحداد، وبخار وصوت صبيان بمكتب بأمر معلمهم، لا أصواتهم للعب فيمنعون، ودخل أيضا صوت معلم الأنغام.

وصوت الكروان المتخذ للصياح، والحمام المتخذ للهدير وظاهر المصنف عدم المنع ولو إشتد صون كالكمد ودام، وفي المواق خلافه، وأن محل عدم المنع ما لم يشتد ويدم، وإلا فيمنع من ذلك، وقد نص فقهاء المالكية على منع الشخص من إحداث إصطبل للدواب بباب جاره، وإن كان في ملكه بسبب بولها وزبلها وحركتها ليلا ونهارا، ومنعها الناس من النوم، وكذلك الطاحون، وكير الحداد وشبهه، وترشد النصوص إلى أن هناك درجة من الضوضاء والأصوات المزعجة لا تعد من التعسف، ولا يمنع منها، وذلك إذا كانت مألوفة معتادة، ولا تنفك عن الأعمال المحققة للمصالح الأساسية للمجتمع، كأصوات الصبيان بالمكتب، وأصوات قص الثياب وصبغها، وهناك الضوضاء التي لا يتناسب الضرر الناشئ عنها مع ما تحققه من مصالح، مما يحق الإمتناع عنه، كأصوات لعب الصبيان. 

والطيور المتخذة للهو، ويمنع كذلك من الضوضاء التي تتسبب في الإضرار بالناس ضررا لا يحتملونه لشدتها وإستمرارها وتكررها في أوقات غير مناسبة، كأن تصدر بالليل، فتمنع الناس من النوم، وتقول المصادر أن القضاء الإنجليزي عد الضوضاء والروائح الكريهة، حتى أواخر القرن التاسع عشر، من الأضرار التي يجب إحتمالها، والتجاوز عنها تحاشيا لفتح أبواب النزاع، وخوفا من صعوبة تقدير التعويض عنها ولكنه إتجه إلى الإعتراف بحق المتضرر في إستصدار حكم بمنعها فيما بعد هذا التاريخ، هذا وصلوا على الرحمة المهداة كما أمركم الله تعالى بذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم “من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا” فاللهم صلي وسلم وبارك عليه، وارضي اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، 

وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمي حوزة الدين، اللهم آمنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وجميع ولاة أمر المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا يا رب العالمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *