أخبار ومقالات دينية

أعظم التجارات المربحة

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن أعظم التجارات المربحة
بقلم / محمـــد الدكــروري

إن أولادكم أمانة الله سبحانه وتعالي في أعناقكم، ووديعته بين أيديكم، وتربية الأولاد والعناية بهم والاستثمار فيهم من أعظم التجارات المربحة في الدنيا والآخرة، والتي يجب أن يقدمها العاقل على كل أمور الدنيا، بل هي من أمور الآخرة، والتربية تعني صناعةَ الإنسان، وهي تحصيل للمعرفة، وتوريث للقيم، كما هي توجيه للتفكير وتهذيب للسلوك، وتشمل كل مجهود أو نشاط يؤثر في قوة الإنسان وتكوينه، وإن المتقي حقا هو من آمن بالله الواحد الصمد، وصاغ حياته وفقَ أوامره ونواهيه سبحانه وتعالي، وأيقن أن المبتدأ منه والمنتهى إليه عز وجل فجعل له ما بين المبتدا والمنتهى، وإن امتدادنا في هذه الحياة الدنيا وكسبنا بعد انقضاء الأعمار وحصول الوفاة، وعوننا عند الكبر والعجز بعد الله هم الذرية والأولاد.

ومن نسلوا بعدهم من الأحفاد، وهم هم الذكر والجاه، وإن التربية هي التي تبني خُلق الناشئ على ما يليق بالمجتمع الفاضل، وتنمي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل، ومن أهمية التربية أنها أصبحت استراتيجية للدول، توضع الميزانيات والخطط والسياسات من خلال التربية لتحقيق الأهداف التي يريدون أن يسير الناس عليها، وترى كل أمة أنها من سياستها وخصوصيتها التي لا تساوم عليها لأنها حقا صناعة الإنسان، وإن حسن الملبس وجمال الهندام مطلوب قدر الاستطاعة وحسب الوجد، فعن الأحوص الجشمي قال رآني النبي صلي الله عليه وسلم وعلي أطمار، أي ثياب بالية، فقال صلي الله عليه وسلم ” هل لك من مال؟ قلت نعم، قال ومن أي المال؟

قلت من كل ما أتى الله من الإبل والشاء، قال فلتر نعمته وكرامته عليك فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده” وروى أبو نعيم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وسخة ثيابه فقال “أما وجد هذا شيئا ينقي به ثيابه ؟” فعلى الإنسان أن يراقب ثيابه، فقد يكون فيها بقعة تثير الانتباه، وقد تكون جواربه غير مغسولة، أو أسنانه غير منظفة، ومع مرور الزمن يصاب الأولاد، ووجد في الدراسات الحديثة أن الأولاد الذين يتعرضون لعقوبات كثيرة جارحة مؤذية، وأكثر من الأخطاء التي يفعلونها يكونون في المستقبل أطفالا محبطين أو رجالا إذا كبروا رجالا محبطين مهزومين نفسيا لا ينتجون، ما عندهم جرأة وشجاعة في المجتمع.

وكذلك وجد أن المثيرات العقابية إذا أعطيت تدريجيا وبشكل مستمر تفقد قيمتها، توقع عقابا فعالا مباشرا، يستمر فترة قصيرة، فيه الشدة المطلوبة، هذا يكون مؤثر، ثم تترك العقاب، ولا تلجأ إليه إلا بعد فترة، ولذلك فإنه يجب النظر في اختلاف أحوال الأولاد، بعضهم ممكن حرمانه من حلوى يؤثر، بعضهم كلمة قاسية أحيانا تؤثر، بعضهم الضرب هو الذي يؤثر، بعضهم التشجيع عنده أكثر بكثير يعطي نتيجة من قضية مثلا عقوبة، ودائما أن نبتغي وجه الله في أعمالنا لأنه لا يدوم عند الله إلا ما أريد به وجه، وما كان الإخلاص لله تعالى هو المحرك والباعث على العمل، وهكذا فإن التربية رعاية شاملة لشخصية الإنسان، بهدف إيجاد فرد متوازن يعبد الله ويعمر الأرض ويعد للآخرة.

والذرية الصالحة من البنين والبنات أمنية كل عاقل، فالولد الصالح قرة عين لوالديه، ومن دعاء الصالحين كما جاء في سورة الفرقان ” ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين” فالولد الصالح قرة عين، إن حضر سرّك، وإن غاب أَمِنت عليه واطمأننت له، يدعو لكَ في حياتك وبعد موتك، وهو من عملك إن كان صالحا أو غير ذلك، والولد الصالح امتداد للأجر ورفع للذكر وحسنات دائمة، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنها ولد صالح يدعو له ” رواه مسلم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار