الرئيسيةمقالاتأكتوبر” النصر الذي لا ينسى”
مقالات

أكتوبر” النصر الذي لا ينسى”

أكتوبر" النصر الذي لا ينسى"

أكتوبر” النصر الذي لا ينسى”

بقلم: مصطفى التوني

رمضان زف البشريات لسينا ** من بعد ما زعم العدا إنا نسينا 

زأرت أسود النيل فوق حصونهم ** لم تُبقِ حصنا للعدو حصينا 

وامتدت الآمال فوق معابرَ ** صنعت من الصبر الحرير سينا

في ست ساعات تغير عالمٌ ** والمعجزات تحققت بسينا 

لن ننسى ولن ينسى العالم أجمع هذا اليوم العظيم يوم السادس من أكتوبر لعام ١٩٧٣ ورغم مرور أكثر من خمسين عامًا على هذا النصر ؛إلا أنه طيلة هذه الأعوام ونحن نستلهم العبر ونستخلص الدروس من هذا النصر العظيم. 

وكما أننا لا ننسى النصر؛ أيضا لا ننسى الهزيمة ؛فهي الدافع الأول للنصر؛ فلو رجعنا للوراء قليلا إلى يوم الخامس من يونيو لعام ١٩٦٥يوم النكسة يوم ان انتزعت من مصر كرامتها وراح العدو يروج لنفسه أنه الجيش الذي لا يقهر، وهو لا يدري أن مصر التي هزمت الهكسوس والتتار والصليبين لم ولن تستسلم ابدا. 

فها هي مصر تلملم جراحها و تكفكف دموعها معتمدة على الله ثم على المخلصين من أبنائها، فقد وعت الدرس جيدا وزادتها الهزيمة إصرارًا على النصر وظل رجالها يخططون ويدرسون نقاط الضعف التي تسلل منها العدو لهم.

 استمرت الإعدادات والتدريبات على أعلى مستوي ، وتم وضع خطة الخداع الاستراتيجي ؛ففي الوقت الذي يستعد الجيش لخوض المعركة يعتبر العدو تلك الإعدادات أعمالًا اعتيادية،حتى جاءت اللحظة الحاسمة الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا في السادس من أكتوبر العاشر من رمضان ؛ ورغم أن هذه هي ساعة اندلاع شرارة الحرب إلا إنها كانت قد بدأت قبل ذلك بأيام، حين نجحت كل أجهزة الدولة فى إخفاء نية الحرب عن إسرائيل، حتى تحدثت كافة أجهزة المخابرات حول العالم عن أن التجهيزات التي تقوم بها مصر على جبهة القتال دفاعية حتى تحقق النصر ،مما رسخ عند العدو أن مصر ليست في وضع الاستعداد للحرب.

كانت كلمة الله أكبر التي أطلقها الجنود هي مفتاح النصر؛ فقد تمكن الجنود من تحطيم خط بارليف الحصين وعبرت قواتنا القناة ورفعت علم مصر خفاقا على أرض سيناء الحبيبة و حطم المصريون أسطورة الجيش الذي لا يقهر. 

ومن هنا تغيرت نظرة العالم لمصر وعادت لها مكانتها الإقليمية والدولية والتي كانت قد تعرضت لنقد واسع بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ ؛ عادت لتكون دولة رائدة في العالم العربي وأصبحت قادرة على التأثير في السياسة الإقليمية.

ليس هذا فحسب فهذا النصر لم يكن مجرد انتصار ميداني، بل كان انتصاراً نفسياً غير من وجهة نظر المصريين والعالم تجاه الجيش المصري وأكد قدرة مصر على تحقيق إنجازات تاريخية حتى في وجه التحديات الكبرى. 

لقد كان هذا النصر رمزاً للقوة الوطنية والإرادة الجماعية التي وحدت المصريين وعززت مكانة مصر على الساحة الدولية.

و الآن و رغم مرور اثنين وخمسين عاما على هذا النصر إلا أن الدروس والعبر التي استخلصنا منه مازالت مصدر إلهام للأجيال. 

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها.

أكتوبر” النصر الذي لا ينسى”

أكتوبر" النصر الذي لا ينسى"

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *