السودان.أكثر من 400 منشأة تعمل في مجال الصناعات الغذائية والدوائية ومختلف المجالات الأخرى
كتب/ أيمن بحر
خرجت أكثر من 400 منشأة تعمل في مجال الصناعات الغذائية والدوائية ومختلف المجالات الأخرى فى العاصمة السودانية الخرطوم عن الخدمة تماما بعد التخريب الكبير الذى تعرضت له بسبب الفوضى المصاحبة للقتال الدائر حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع والذى دخل يومه السادس عشر.
وينتشر المئات من اللصوص بالمناطق الصناعية فى مدن العاصمة الثلاثة ويقومون بعمليات سرقة بكل شيء بما في ذلك الماكينات بالمصانع وأجزاؤها والمواد الخام والمخزون الإنتاجى وحتى أسقف المبانى وأجهزة التكييف والإضاءة فى مشهد لم تراه الخرطوم طوال تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.
وتتعرض المصانع والمصارف والقطاعات المرتبطة بسلاسل الإمداد فى العاصمة السودانية لعمليات نهب وتدمير واسعة فى ظل غياب تام للأجهزة الشرطية عن الشوارع.وقدر مختصون حجم الخسائر المباشرة والغير مباشرة التى لحقت بقطاعى الصناعة والمصارف بنحو 4 مليارات دولار وسط توقعات بأن ترتفع الخسائر بشكل كبير إذا لم تتوقف الحرب الحالية.
ووفقا لعبدالرحمن عباس الأمين العام السابق لاتحاد الغرف الصناعية فإن حجم الدمار الذي تتعرض له المصانع لم يكن يخطر على بال أحد ويقول إن العديد من رجال الأعمال قد فقدوا مصانع عملاقة لهم استغرق تأسيسها عشرات السنين وصرفت عليها أموال ضخمة للغاية.وأضاف: الأزمة كبيرة وستعيق الإنتاج الصناعى تماما مما سيشكل خطرا على إمدادات الغذاء والدواء على المدى القصير وسيؤدى إلى تراجع كبير فى الناتج الاقتصادى.
وأشار عباس إلى أن الدمار الحالى الذى تتعرض له المصانع ستكون له عواقب وخيمة وستفقد بسببه آلاف الأسر مصادر رزقها حيث يستوعب القطاع الصناعى فى الخرطوم وسلاسل الإمداد المرتبطة به أكثر من 100 ألف وظيفة.
وقال حسن بشير أستاذ الاقتصاد فى الجامعات السودانية إن الحرب الحالية عقدت من أزمة الاقتصاد فى السودان الذى كان يعانى أصلا من مشكلات هيكلية خطيرة.وأوضح أن إصلاح التخريب الذى تعرضت له منشآت القطاع الصناعى فى الخرطوم يحتاج إلى سنوات طويلة خاصة فى ظل التوقعات بعدم قدرة القطاع المصرفى على القيام بدوره المطلوب فى إعادة التأهيل نظرا للضعف الذي يعانى منه فى الأساس وتأثره أيضا بعمليات النهب والتخريب الحالية.
وشملت القطاعات المتأثرة بعمليات التخريب الصناعات الغذائية والدوائية والصناعات المرتبطة بقطع وتجميع السيارات وسلاسل الإمداد الأخرى.
وبدأت بالفعل تظهر بوادر أزمات عديدة بسبب نقص الإنتاج حيث يصطف الناس لساعات طويلة أمام المخابز ومحطات الوقود.