أنا والموت
لا تركننّ إلى الأيام فرحتِها
ما طال عمرٌ على شخصٍ ولا قصرَا
إلّا وكان كيومٍ عاصفٍ شرسٍ
والريح تُهلك غصنًا كان منكسرَا
إن حلّ موتي فلا تلعن فواجعهُ
إنّ الكتاب بهِ عمر الفتى سطرَا
إنّي كزائر عرسٍ لا أرى فرحًا
فالموت مغتصبٌ.. يا ويلتى حضرَا
والكلّ حولي حيارى في مدامعهم
دمع النوى كان أم دمع الذي صبرَا
كنت التراب وإنّ النفس جاهلةٌ
أنّ الثرى قد علا من فاز أو خسرَا
لا تلعننّ الردى إن قام يطلبني
ما كنت إلّا غريبًا بالدنا عبرَا
ما نال من عطرها إلّا عبير قذى
والعمر فيها كتابٌ بالمدى سطرَا
أحيا بلا أملٍ.. يمضي بها أجلي
وصار دربي إلى الأوهام مختصرَا
هذي حياتي وما كانت سوى عبثٍ
طالت وكنت بها لحدًا وقد حفرَا
إبراهيم محمد دسوقي