إذا أطلق العبد بصره
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد الموافق 31 ديسمبر
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، ثم أما بعد يا أيها الآباء لا شك أن الشيطان عدو الإنسان وقد أشعل فتيل نار الحرب منذ القدم لغواية بني آدم وكل الناس خطاء وخير الخطائين التوابون، وليس عيبا أن يخطئ المرء ولكن العيب كل العيب أن تعرف الحقيقة ثم تغالط نفسك وتستمر في الخطأ، تعاليا وتكابرا من وسخ من أوساخ الدنيا فإن حصل منك تعد وجور وظلم لمن ولاك الله أمرها فتدارك نفسك بتصحيح ذلك الخطأ قبل أن تندم ولا ينفعك الندم وأحسن إلى وليتك ما دمت حيا لعل الله أن يقبل منك إحسانك إليها.
فيتجاوز عما فعلته بها من هدم لسعادتها وقتل لها وهي حية، وذك بتزويجك إياها من لا ترغبه، أو بمنعك إياها ممن ترغبه، فالحق بقطار التائبين ولندم على ما فعلته واعزم على ألا تعود لمثل ذلك واستحلل من أسأت إليها واطلب الصفح منها، ثم عُد إلى الله تعالى وأكثر من التوبة والاستغفار وأكثر من نوافل الأعمال وتصدق على الفقراء والمساكين والأيتام وادع الله تعالى ليل نهار، أن يتوب عليك ويمحو حوبتك ويقبل توبتك ويتجاوز عن سيئاتك فهو سبحانه قريب مجيب الدعاء ويفرح بتوبة عبده إذا تاب، وإنه يجب علينا غض البصر فى الأسواق، فإن الله تعالى قد جعل العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته.
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرجل تزني وزناها الخطى، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوي ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه” رواه البخارى، فبدأ بزنا العين، لأنه أصل زنا اليد والرجل والقلب والفرج، ومن المعلوم أن السوق من أحب الأماكن لشياطين الأنس والجن، وبالتالي فلابد للإنسان من غض بصره عن النظر إلى ما حرم الله، والتحصن عند دخوله السوق بالأذكار الشرعية، ولإن النساء في زمننا هذا أكثرنا من الخروج من بيوتهن وولوجهن إلى الأسواق، وعلقت صور النساء على مداخلا لأسواق، والأماكن العامة، فيجب غض البصر، وكف الأذى.
وكما يجب علينا الوفاء بالعهود والعقود، ولقد حث الإسلام على الوفاء بالعهود والعقود ، وحذر من التقصير فيهما، وذلك لأن الخيانة والغدر، وعدم الوفاء بالعهود والعقود، مما يفقد الثقة بين الناس، فيحصل من الشر ما لا يعلمه إلا الله، ولشدة عناية الإسلام بالعقود والعهود، أوجب الأشهاد على ذلك، حفاظا على أموال الناس، وكما قال تعالى فى سورة البقرة “وأشهدوا إذا تبايعتم” وكما يجب علينا الصدق والبيان وعدم الكتمان لعيب السلعة، فلقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من أسباب البركة، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو قال حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما” رواه البخاري ومسلم. إذا أطلق العبد بصره