اتدرون ما هو الأمان؟
اتدرون ما هو الأمان؟
كتب – محمد خضر
الأمان هو أن يكون بحياتك شخص تخبره بحديث يومك دون أن يمل سماعك، وأن ينشغل بكل أمورك البسيطةكأنه يعتني بممتلكاته الثمينة، وأن لا يسمح للحزن أن يطرق باب قلبكشخص يكون دائماً الحضن الدافئ الذي يحميك من برد الحياة وقسوتها… روعة الأشياء لا تلمس باليد إنما هي مدخلها، العين محركها الفكر، مستقرها القلب.
عش لحظاتك بعين تحب الجمال، وفكر منفتح تستطيع عندها أن ترى جمال الحياة مهما كانت المصاعب، مهما أشتد الألم سيبقى الأمل ملجأ للروح، والحب الصادق هو الأمان وهو الحياة. فالعلاقات لا يبقيها الحب، ما يبقيها هو الأمان وعدم الخوف من الغدر وتقلب الرأي والتهديد بالرحيل، فحيثما كان الأمان وجد الإستقرار والإطمئنان.
الحب لايجب أن يكون بهذا الكم من العقد الحب عليه أن يريحك أن يطمئنك أن يضمن لك الأمان النفسي والإستقرار، الحب ليس صراع بين طرفين الحب شوق وسؤال ولهفة، لقاء وليس حلبة صراع بين رجل وإمرأة، وإن لم يكن كذلك فعذاب الفراق يبقى أسلم من عذاب علاقة مسمومة. ولهذا يعد الأمان أعلي منزلة من الحب، وأعظم الأشياء علي الإطلاق أن تمنح أحدهم طمأنينة.
فالشعور بالأمان أحلى من الحب بألف مرة، ببساطة أي شخص قادر أن يمنحك الحب، لكن نادراً ما تجد شخص يعطي لك الشعور أو يحسسك بالأمان.
وعندما يأتيك شخص لاجئاً إليك فأحسن إكرام قلبه فما أتاك إلا وقد رأى الأمان فيك، ولهذا حافظ على من يجعل الأمان ملحوظاً على ملامحك. فإذا أردت أن تشعر أحدهم باﻷمان، إحتوي قلبه فاحتواء القلب هو أول درجات اﻷمان.
نحن لا نحتاج إلى رسائل خاوية من المشاعر، بل نحتاج لمن يبعث السلام في أرواحنا،لمن يسمعنا بقلبه، قد نحتاج للحب مرة واحدة، ولكننا نحتاج إلى الأمان الآف المرات.
لا تبحثوا عن الحب فقطبل إبحثوا عن الصدق الذي يغلف الكلمات، والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال إبحثوا عن ثقة لا تهزها عواصف الدنياعن لهفة دائمة وشغف لا ينقطع، لا تبحثوا عن الحب بل إبحثوا عن السندعن من يحنو مودةً ويدنو رحمةًعن الأمان الذي لا يعقبه خوف.
آمنت أن العلاقات بين البشر لا تقاس بالحب بقدر ما تقاس بالأمان.
الأمان الدائم، أن تستأمن أحدهم على عيوبك وزلاتك حتى على تلك الأمور التي تخاف قولها لنفسك، أن لا تشعر بضرورة إخفاء بعض الأحاديث خشية أن تشوه صورتك.
فالأمان ليس له مقياس قد تشعر بالأمان في كوخ من ورق وترتجف خوفاً في مبنى من حديد.
اتدرون ما هو الأمان؟