الأمثال في القرآن للعابدين والعابدات
الأمثال في القرآن للعابدين والعابدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 15 ديسمبر 2024
الأمثال في القرآن للعابدين والعابدات
إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، إن الله سبحانه قد إمتدح أقواما بأنهم من العابدين، فأثنى عليهم لإجتهادهم في عبادة ربهم، وجعل الأجر لهم كاملا موفورا بما صبروا على عبادة ربهم، وقد ضرب لنا الأمثال في القرآن من العابدين والعابدات، فحري بالمسلم أن يجتهد في العبادة.
وأن يربي نفسه وأهله على العبادة حتى تكون زادا لهم يوم القيامة، وإن الله سبحانه وتعالى قد امتدح أقواما بأنهم من العابدين، فقال عز وجل كما جاء في سورة الأنبياء ” وكانوا لنا عابدين” فأثنى عليهم لإجتهادهم في عبادة ربهم، وجعل الله تعالي الأجر للعابدين كاملا موفورا بما صبروا على عبادة ربهم، وضرب الله تعالي لنا الأمثال في القرآن من العابدين والعابدات، فذكر لنا من أنبيائه الذين كانوا يسارعون في مرضاته وعبادته رغبا ورهبا وكانوا لله سبحانه وتعالى من الخاشعين، ولو أخذنا مثالا واحدا على نموذج من النماذج وهو السيدة مريم عليها السلام، مريم التي كانت قدوة للعابدين والعابدات في القديم والحديث، التي كانت تقنت وتركع وتسجد، مريم التي وصفها الله بأنها من القانتين.
فقال تعالي ” كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ” فهذه التي إتخذت مكانا شرقيا، شرق بيت المقدس تعبد الله، وكانت أمها قد نذرتها لخدمة المسجد فقالت ” رب إني نذرت لك ما في بطني محررا ” وأعاذتها وذريتها من الشيطان الرجيم، ولذلك ما أحوجنا إلى التأسي بعبادة العابدين ولا شك أن العبادة شيء شاق ويتطلب كثيرا من الجهد والتعويد والمجاهدة لحمل النفس على العبادة، وتربية النفس على العبادة نتكلم عنها من خلال بعض نقاط ومنها العلم بها، ومعرفة فضلها، والمسارعة إليها، والإجتهاد فيها، وتنويعها، والإستمرار عليها، وعدم إملال النفس منها، إستدراك ما فات، ورجاء القبول مع خوف الرد، وكذلك من تربية النفس على العبادة تعويدها من الصغر، وقراءة سير العباد والزهاد، والانخراط في الأوساط الإيمانية.
والعلم بالعبادة لا شك أنه ركن مهم لكي تصح لأن العبادة تتحول إلى بدعة إذا كانت بناء على جهل، فإنه لا يعبد الله تعالي إلا بالعلم، وعلى العلم وبنور من العلم فإذا كانت العبادة من جاهل وقعت في البدع، وهذا هو سبب وقوع الكثيرين ممن أرادوا التعبد لله والتنسك وقعوا في البدع والسبب هو جهلهم، ولذلك يخشى الله تعالي من عباده العلماء لأنهم علموا الشريعة وعلموا العبادة، وطبقوا ذلك وما رسوه، وهذا أمر بدهي ومعروف، لا يعبد الله إلا بما شرع، ولا يعبد بالبدع، هذا وأسأل الكريم أن يعيننا على الإستمرار على الإكثار من طاعته إلى حين الوفاة، وأن يقينا شر أنفسنا وشر أعدائنا وشر الشيطان، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وأجدادنا وسائر الأهل والعيال، اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان، وأعذهم من القتل والاقتتال، وأزل عنهم الخوف والجوع والدمار.