الدكروري يكتب عن الإنسان والقضايا الروحية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير عن التعبد لله عز وجل والقضايا الروحية، وأن هناك تحذير لا بد منه وهو أن القضايا الروحية بطبيعتها أنها شديدة الجاذبية وكثيرا ما جذبت أشخاصا من المسلمين ومن المتدينين جذبتهم عن الطريق الشرعى الصحيح وصاروا بظنهم يتعبدون ويتقربون إلى الله تعالى بأشياء لم يشرعها الله تبارك وتعالى ولا أذن بها ولا شرعها نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها السلف وهو يعنى فى حقيقة الأمر أنها بدع يعبدون الله تعالى عن طريق بدعيات أنشأوها من عند أنفسهم ظنا منهم أنها تقربهم إلى الله تعالى لكن طريق القرب إلى الله تعالى لا ينبغي أن يكون أبدا إلا طريقا فقهيا مشروعا، فإن التعبد يعنى أن هناك شيء يقال عنه الأناقة الروحية.
أو إن شئت أن تسميه الرفاهية الروحية، حيث لا يشعر بها المسلم إلا إذا تجاوز مرحلة الواجب حين نؤدى الواجبات الشرعية علينا، وإذا زدنا على مقدار الواجب يعنى الذى يستيقظ يوميا قبل الفجر بنصف ساعة أو بساعة هو يفعل شيئا فوق الواجب ولذلك هو يشعر برفاهية روحية عالية، وكذلك الذى يلزم نفسه بقراءة جزء من القرآن فى كل يوم، والذي يلزم نفسه بصدقة زائدة عن الزكاة، والذى يلزم نفسه بزيارات لأصدقائه لأرحامه ويعنى ذلك أن طرق التعبد المشروعة لدينا واضحة ومعروفة، فإذا تجاوز المسلم حد الواجب في التعبد فإنه تبدأ حياته الروحية بالانتعاش ويبدأ يشعر بالرفاهية الروحية وهذا هو الطريق الوحيد الذى نستطيع من خلاله أن ننعش أو ننشئ تيارا روحيا جديدا.
أو انتفاضة روحية لنقاوم بهذه الانتفاضة الإغراء الشهوانى الذى يأتينا من كل مكان والذى تقريبا أصاب الجميع إلا يمكن أن تكون هناك استثناءات قليلة لكن معظم الناس أصابهم شيء من هذا التيار الجامح والقوى، إلا ما رحم الله، ومنذ أن ظهر الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم بدعوته الخالدة إلى الإسلام يحدثنا التاريخ عن أدعياء للنبوة حاولوا الطعن في الإسلام ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأغرب ما في الأمر هو تصديق هؤلاء لأنفسهم ومتابعة بعض الناس لهم، ومن أشهر هؤلاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، هو مسيلمة الكذاب الذى كتب إلى الرسول الكريم كتابا يدعى فيه أنه يشاركه في الرسالة التي نزلت عليه ويساومه في اقتسام الملك والسيادة في جزيرة العرب.
فكتب له الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كتابا قال فيه ” من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، فسلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإن الأرض لله يورثها من عباده، والعاقبة للمتقين” وقد ادعى أن وحيا ينزل عليه في الظلام سماه رحمان، وفي قرآنه السخيف يقول الفيل ما الفيل، له ذنب وذيل، وخرطوم طويل، ومن ذلك يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، وكان أيضا من هؤلاء طليحة بن خويلد الأسدى الذي زعم بأن وحيا ينزل عليه سماه ذا النون، لكنه بعد ذلك أسلم وحسن إسلامه ولحق بجيش المسلمين واستشهد بمعركة نهاوند.