الاحتفال بيوم الوطن في عمان وأثره في تنمية الروح الوطنية
بقلم: فايل المطاعني (الحكواتي)
في كل عام، ومع اقتراب يوم الوطن، تتحرّك المشاعر في صدورنا قبل أن تتحرك الأعلام في الساحات. ففي هذا اليوم المجيد، لا نحتفل فحسب، بل نعيد اكتشاف معنى الانتماء، ونسترجع أول درس علّمنا إياه الآباء: أن الوطن ليس مجرد مكان… بل روح تنبض في داخلنا، وتاريخٌ يسكننا، وأمانٌ نلوذ به مهما بعدت بنا الطرق.
لطالما سمعتُ من آبائنا وهم يكررون: “الوطن لا يُعوَّض، والتضحية لأجله هي أسمى التضحيات.” كلماتٌ تحمل في داخلها حكمة السنين وتُختصر فيها كل مشاعر الوفاء.
ومع حلول يوم الوطن، تنتشر زينة الفرح، وتعلو البهجة في الميادين. لكن الاحتفال الحقيقي لا يكون في ضجيج اللحظات، ولا في مظاهر لا تعكس قيمنا… بل في أن نُظهر للعالم أننا أبناء وطن نعتز بقيمه، ونتمسك بمبادئه، ونحتفل بفرح مسؤول يليق بعُمان وأهلها.
فالوطن ليس فقط أرضًا نعيش عليها، بل هو الأم التي تحتوينا، والأب الذي يسندنا، والملاذ الذي نهرع إليه حين تضيق الحياة. وحين يُولد في داخل الإنسان شعور الانتماء، تتجذّر الروح الوطنية ويكبر حب الأرض في الأعماق.
وقد رُوي أن النبي سليمان عليه السلام لاحظ غياب نسر عن مجلسه، فسأله عن سبب تأخره، فقال: “كنت أزور وطني.”
فاستغرب النبي سليمان، وطلب منه أن يدله على وطنه. فطار إلى بقعة صغيرة لا تحوي إلا ماءً، وشجرة معمّرة، وقليلًا من التراب.
ولما رأى النبي سليمان دهشته، قال النسر:
“هذا وطني يا نبي الله… هنا أشعر بأنني أنتمي.”
والعبرة من هذه الحكاية – سواء كانت حقيقة أم من الأساطير – أن جمال الوطن لا يُقاس بما فيه، بل بما يعنيه لأبنائه. فكل وطن في عين محبّيه هو أجمل الأوطان.
تكبر الأوطان بحب أبنائها، وتزدهر بوعيهم، وتُكتب ملامح مستقبلها بمدى وفائهم لها.
ويوم الوطن ليس لحظة فرح عابرة، بل مناسبة نجدد فيها عهد الانتماء، ونستشعر فيها نعمة أن نحيا على أرض اسمها عُمان.
صباحكم وطن… جميل اسمه عُمان.
صباحكم ولاءٌ لا ينتهي، وفخرٌ يليق بكم يا أبناء هذا البلد العزيز..
الاحتفال بيوم الوطن في عمان وأثره في تنمية الروح الوطنية


