الارواح جنود
الارواح جنود
بقلم حسين الحانوتي
سلامة الصدر تكون بخلوه من سوء الظن
ومن الحقد والحسد والبغض والكراهية
وهي راحة للقلب وطيبة للنفس وسكينه للروح
والأصل في المسلم أن يكون سليم الصدر لإخوانه المسلمين مسامحا لهم وسلامة الصدر من صفات أهل
الجنة و هناك جمله فحواها الخبيث لا يحيط به إلا الخبثاء أمثاله
جمله تحمل في طياتها دلالات و معاني عميقة
حول طبيعة العلاقات الإنسانية وتأثير الصفات الشخصية على التفاعل الاجتماعي
فالشخصية الخبيثة التي تميل إلى المكر والغش غالبا ما تجد نفسها محاطة بأشخاص ذوي صفات مشابهة هذا الانجذاب بين الأفراد ذوي النفوس المريضة يبرز كيف أن الصفات السلبية يمكن أن تجذب بعضها البعض لتآلف ارواحها في خبثها
و عندما يتواجد الخبيث في بيئة مليئة بالخبثاء امثاله ينشأ نوع من التفاهم غير المعلن بينهم تلك البيئه التي تملكها وبدا المرض ينخر فيها
لانهم يتشاركون نفس الصفات والقيم والأهداف مما يسهل عليهم التعاون والتفاعل ويجعل التعامل بينهم عاديا ويرون فيمن يخالف صفاتهم الشذوذ
في مثل هذه الأجواء قد يشعر الخبيث بالراحة حيث يجد من يتفهمه ويدعمه في سلوكياته غير الأخلاقية لانه يحمل نفس جينات لتصدر نفس افعاله
و من جهة أخرى تعكس هذه العبارة أيضا فكرة أن الشخص الذي يمتلك صفات طيبة ونية صادقة غالبا ما يجد صعوبة في التفاعل مع الخبثاء فالأشخاص الطيبون يميلون إلى الابتعاد عن الأجواء السلبية
الممتلئه بصفات وعادات تخالف قيمهم ومبادئهم مما يؤدي إلى عزلتهم عن أولئك الذين يسعون لتحقيق مكاسب على حساب الآخرين بملكات الخبث والمكر
إن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الأفراد فحسب بل يمكن أن تمتد إلى المجتمعات فالمجتمعات التي تسود فيها قيم الخبث والمكر تميل إلى إنتاج أفراد يحملون نفس الصفات مما يعزز من دائرة الشر ويجعل من الصعب كسر هذه الحلقة المفرغة
في النهاية تعكس عبارة بداية المقال ان الخبيث لا يحيط به إلا الخبثاء أمثاله حقيقة أن الصفات الإنسانية سواء كانت إيجابية أو سلبية لها تأثير كبير على العلاقات والتفاعلات
و من المهم أن نكون واعين لهذه الديناميكيات وأن نسعى لبناء بيئات إيجابية تشجع على الصفات النبيلة بعيدا عن الخبث والمكر حيث لا ينجبان الا بيئه مسمومه مليئه بالمشاحنات تؤدي الي تردي دور اي
مؤسسه او اداره بل انهيارها ودخولها في دائرة العدم
بل لو في عائله واحده لامتلأت بالمشاحنات والتنابز
وما استقر لها حال