الدكتورة نهاحمدي: الجهل والوصمة أخطر من المرض النفسي نفسه
متابعة-صلاح القماش
أكدت الدكتورة نها حمدي، اختصاصي علاج معرفي سلوكي ودعم نفسي، واستشاري أسري وزواجي، أن نظرة المجتمع للعلاج النفسي ما زالت تعاني من تشويه كبير، حيث يعتبر الكثير اللجوء للعلاج النفسي علامة على الجنون، وهو ما يرجع إلى الجهل والمعلومات المغلوطة المنتشرة حول الأمراض النفسية وطرق علاجها وأشارت إلى أن المفارقة الصادمة تتمثل في أن البعض يعلن -بكل فخر- ذهابه إلى الدجالين والمشعوذين بدعوى أن ابنه أو أحد أفراد أسرته “ممسوس”، بينما يخجل من الاعتراف بأن الحالة تحتاج إلى دعم نفسي متخصص، وكأن الاضطراب النفسي عار أو وصمة يجب إخفاءها.
وأضافت الدكتورة نهاأن الأسباب الأساسية لهذه الظاهرة تعود إلى نقص الوعي والمفاهيم الصحيحة، إلى جانب الخوف من نظرة المجتمع وانتقاداته، مؤكدة أن كثيرا من الأشخاص يترددون في التعامل مع الاختصاصيين النفسيين خوفا من الوصمة أو وصفهم بالجنون، رغم أن العلاج النفسي جزء أساسي من الرعاية الصحية. وأوضحت أن الثقافة المجتمعية تلعب دورا كبيرا في ترسيخ هذه النظرة، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بمستوى التعليم، فهناك أشخاص حاصلون على شهادات علمية عالية ومع ذلك يشعرون بالحرج من طلب المساعدة النفسية، بينما الإنسان الواعي يدرك أهمية الصحة النفسية وتأثيرها على حياته وعلاقاته ومستقبله. وحذرت من خطورة التأخر في طلب العلاج، مؤكدة أن المشكلة التي يمكن التعامل معها في وقت قصير قد تتفاقم وتستغرق شهورا أو لا تحل على الإطلاق، إضافة إلى أن بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق قد تؤدي في نهايتها إلى الانتحار.
وقالت: الجنون الحقيقي هو ترك ابنك أو بنتك أو أي فرد من أسرتك يعاني خوفا من كلام الناس. فماذا يفيدك رأي المجتمع إذا انتحر المريض أو تدهورت حياته؟ وفي النهاية نفس الناس هيتكلموا… ولكن بعد أن تكون خسرت الكثير.
واختتمت مؤكدة أن: العلاج النفسي ليس ضعفا، بل خطوة شجاعة نحو حياة أفضل… وأنقذوهم من المعاناة قبل فوات الأوان.

