الرئيسيةأخبار العالمالجيش الاسرائيلي يستعد لاحتلال مدينة غزة وتحذيرات من حصيلة ضحايا مرتفعة 
أخبار العالم

الجيش الاسرائيلي يستعد لاحتلال مدينة غزة وتحذيرات من حصيلة ضحايا مرتفعة 

الجيش الاسرائيلي يستعد لاحتلال مدينة غزة وتحذيرات من حصيلة ضحايا مرتفعة 

عبده الشربيني حمام

يعيش الفلسطينيون في مدينة غزة حالة من الترقّب الثقيل مع استمرار الحشود الإسرائيلية في التقدّم وتكثيف الضربات الجوية، في مشهد يشي بعملية عسكرية قد تكون الأكثر حسماً ودموية منذ اندلاع الحرب.
ويعتبر الجيش الإسرائيلي سقوط مدينة غزة، باعتبارها مركز ثقل حركة حماس السياسي والعسكري، خطوة أساسية نحو “بداية النهاية” لحكم الحركة في القطاع.
غير أنّ ما يبدو عسكرياً حاسماً ينطوي على تعقيدات متشابكة؛ إذ تحذّر قوى دولية وإقليمية من أن أي استهداف لمدينة غزة المكتظّة بالمدنيين قد يسبّب كارثة غير مسبوقة، في حين تتواصل الضغوط الداخلية من عائلات الأسرى على إسرائيل للدفع باتجاه صفقة تبادل.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، تستمر تل أبيب في استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط استعداداً لاجتياح بري، في وقت تؤكد فيه التقارير الأممية أنّ غزة تواجه مجاعة فعلية.
ويرى المحلّل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن حماس مطالَبة أكثر من أي وقت مضى بالدفع باتجاه صفقة تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، ولا سيما مع حالة الانهيار الكامل على كل المستويات في القطاع.
ويضيف أن الضوء الأخضر الأميركي للحكومة الإسرائيلية ضيّق على الحركة أي مجال للمناورة ورفع سقف المطالب في المفاوضات.
إلى جانب ذلك، تشهد إسرائيل نفسها جدلاً داخلياً متصاعداً؛ إذ حذّر رئيس الأركان إيال زامير من أنّ أي عملية برية داخل مدينة غزة ستعرّض حياة الرهائن للخطر وتضع أعباء إضافية على جيش يعاني من الإنهاك. هذه التحذيرات واجهت إصراراً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه على المضي قدماً في الهجوم، ما يعكس فجوة واضحة بين القيادة السياسية والعسكرية حول أهداف الحرب واستراتيجيتها.
وبينما يتأرجح المشهد بين قرار سياسي متسارع ورؤية عسكرية مترددة، يجد مليون فلسطيني أنفسهم محاصَرين بين مطرقة القصف وسندان النزوح، في وقت تتعالى فيه الأصوات الدولية المطالِبة بوقف فوري لإطلاق النار وتجنّب مجزرة وشيكة. لكن مع استمرار الاستعدادات العسكرية على الأرض، يبدو أنّ غزة تقترب من لحظة فاصلة ستترك نتائجها أثراً عميقاً على مستقبل القطاع والقضية الفلسطينية برمّتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *