الحج رحلة إيمانية
بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
🕋الحج رحلة إيمانية 🕋
الحج إلى بيت الله الحرام بمكة أحد أركان الإسلام الخمسة ،
فهو فرض على كل مكلف توافرت له شروط الاستطاعة كما
قال الله تعالى :-
“ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”
{آل عمران/ ٩٧}
وفي ظل فريضة الحج تشرق الأسرار والحكم والدروس التربوية مضيئة هادية إلى مثل عليا ومعان كريمة . والمتأمل في أسرار هذه الفريضة يجد أن وراءها كثيراً من الدروس القيمة التي تنفع الناس في حياتهم.
💥أهم الدروس التربوية
في الحج:-
١- التيسير :-
بمعنى أن أداء هذه الفريضة لا يكون إلا بالقدرة عليها.
٢- المساواة :-
ففي مؤتمر الحج لم يجعل الله ولاية البيت الحرام لشخص دون شخص ولا لشعب دون شعب قرب أم بعد إنما ولايته للمتقين عامة القريب منهم والبعيد وتكفل الله بعذاب الكفار الذين يصدون عنه.
٣- تدريب عملي لتهذيب النفس والسمو بالروح، وتطهير القلب ٠
فبالإحرام ينتقل الإنسان إلى نظام في حياته غير مألوف إذ يجد نفسه في ثياب لا تدل على أبهة .
وهذا يبعث فى النفس معاني بعيدة الأثر تشير إلى ضآلة قيمة زخارف الدنيا ،
وأن الإنسان إذا تجرد منها لا يشعر بنقص في إنسانيته ،
بل إنه يحس بقيمته كإنسان مهذب .
وفترة الإحرام أيام الحج تقيد الإنسان بقيود تكبح جماح النفس فلا يستطيع أن يستمتع بما هو مباح كالتطيب أو التزين أو معاشرة زوجته.
٤- إظهار قوة المسلمين بطريقة عملية :-
فموسم الحج يثبت أنه في الإمكان تجميع المسلمين في صعيد واحد إذا حزبهم أمر أو دهمهم عدو ومن أظهر أساليب القوة والوحدة في الحج صدور التلبية من جميع الحجاج فى وقت واحد فوق عرفة وقولهم بلسان واحد
“لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”
فهذا صوت خاشع ضارع إلى خالق الوجود يلتمس الرحمات والأحسان والعون وكل خير للحجاج الذين تركوا الأوطان و فارقوا الأبناء والأموال وكل متع الحياة و لبسوا ملابس الانكسار والتضرع والخشوع وجميع مظاهر الحياة الدنيوية ولبسوا ما يشبه أطوال ملابس الآخرة و أكفانها فمظاهرهم في جملتها تشبه مظاهر أحوال الآخرة وإذا طاف الحجيج بالبيت الحرام واستلم كل منهم المكان المعين فيه و أعطى على نفسه العهد بأنه يلتزم التقوى فيعمل ما أمره الله به وينتهي عما نهى الله عنه أصبح حجه مبروراً ونفسه طاهرة مبرأة من الأوزار والأضغان متشبهاً بالملائكة الأبرار الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
٥- إظهار حكمة الشرع :-
فقد شرع الله تعالى لعباده من ألوان العبادات ما فيه نفعهم في دنياهم وآخرتهم وإرشادهم إلى طرق الهداية ليسعدوا ، كل نفس بما كسبت ، فيهلك من هلك عن بينة ،
ويحيا من حيى عن بينة .
بعد هذا العرض الموجز للدروس التربوية المستفادة من فريضة الحج نقول لو تدبر المسلمون ما في هذه الفريضة من دروس وما ترمي إليه من حكم بالغة،
وإرشادات سامية ،
لحرصوا عليها وسارعوا إلى أدائها واعتبروها من نعم الله الكبرى عليهم والله ذو الفضل العظيم .
نسألك الله العلي العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن يمن علينا الله سبحانه وتعالى بهذه الرحلة الإيمانية.
و نردد نداء الحق بقلوبنا قبل الحناجر و الألسنة من عرفات الله:-
“لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ”
🤲اللهم أمين 🤲