الحرف اليدوية تلفت إعجاب زوار مهرجان ” خيرات الباحة ”
الرياض : زبيدة حمادنة
يعتبر مهرجان ” خيرات الباحة ” مكاناً لنثر ابداعات أهالي منطقة الباحة ، ومنها الحرف الشعبية والتقليدية والتي حظيت باهتمام واسع من قبل الزائرين ، الذين يحرصون على أن تكون أولى محطاتهم في المهرجان التجول على الأركان الشعبية والحرف اليدوية والاشغال الصوفية والخوصيات والتعرف على الصناعات التراثية التي تشتهر بها منطقة الباحة واقتناء بعضها ، خصوصا تلك التي تصنع من سعف النخيل ومن المحاصيل والنباتات في المنطقة .
ويحتوي المهرجان على العديد من الأركان التراثية والحرف اليدوية والخوصيات وحياكة السدو والصوف ، وغيرها من الحرف والآلات الخاصة بمشغولات الصناعات التراثية القديمة التي تحاكي الماضي العريق أمام الجيل الحاضر .
وأشار مدير إدارة الإتصال المؤسسي والإعلام بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالباحة الأستاذ : إبراهيم الغامدي ، لصحيفة أحوال الإلكترونية بقوله : أن الحرف الشعبية والتقليدية تهدف إلى التعريف بماضي الآباء والأجداد العريق وإبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة بالمنطقة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق ، كهدف من أهداف المهرجان خاصة وانه يغلب على كثير من هذه الصناعات استخدام منتجات زراعية .
وأكد أن مهرجان خيرات الباحة يتيح لأصحاب المهن والحرف فرصة التجمع لترويج منتجاتهم الوطنية والشعبية أمام زوار المهرجان من داخل وخارج المنطقة , داعيا في الوقت ذاته عموم الجمهور للمشاركة والحضور والاستمتاع بالفعاليات المتنوعة والمتعددة التي يقدمها المهرجان خاصة إن المهرجان يقام في بداية صيف منطقة الباحة ويعتبر من أهم برامج ( صيف الباحة أجمل 44 ) .
وفي استطلاع قامت به صحيفة ( أحوال ) الإلكترونية للمشاركين في مهرجان خيرات الباحة من الحرفيين والمهنيين كان لنا هذا الاستطلاع :
( مهم تعليم الأطفال الحرف )
أوضح لنا الحرفي : علي حسن الغامدي خبير أعمال الخوص بقوله : أن أعمال الخوص تتطلب جهوداً كبيرة لإنجازها لتخرج بالشكل الجمالي الذي يعبر عن عبق الماضي وأصالته ، مبيناً أن الخوص يؤخذ من سعف النخيل ويتم إعداده وصباغته يدوياً وإنتاج تشكيلات جميلة من السلال والأواني وسفرات الطعام والحصائر والصواني ومهفات التهوية .
وتبدأ صناعته بتجميع سعف النخيل الجاف وتقطيعه وغسله قبيل عملية نسجه وتتم صباغته بألوان طبيعية من الأرجواني والأحمر والأخضر والأزرق لصناعة أشكال مختلفة من السلال وغيرها .
وأشار إلى أن الخوص من الحرف التقليدية التي تدخل في كثير من البيوت قديماً وتعتمد على أشجار النخيل وبدأت تنتشر في منطقة الباحة بكثرة وهذا بفضل الله ثم ما يقوم بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بتنظيم المهرجانات والفعاليات والمبادرات ونهدف إلى نقل هذه الحرف للأطفال عبر عرض منتجاتنا في مثل هذه المهرجانات .
( لم نلد من بطون أمهاتنا علماء )
بكل فخر وثقة وخبرة سنين تحدثت أم مرام صاحبة حياكة السدو عن أسرار وطريقة حياكة السدو ، ومشوارها الطويل الذي بدأته مع السدو وهي في العشرينات من عمرها ،
وقالت : استفدت من صناعة السدو ، للمتاجرة والصناعة في عدة مجالات تراثية وشعبية منها إنتاج الملبوسات ، والمفارش ، والحقائب، مشيرةً إلى أنها قد تستغرق معها حياكة السدو في بعض هذه المنتجات قرابة الشهر .
وأضافت في حديثها عن بداية المنتجات الأساسية لحياكة السدو التي تؤخذ من صوف الأغنام والتي تشتهر بها منطقة الباحة ، وما تقوم به من مجهود في الغسيل والتنظيف للصوف ، واستخراج منه الأشواك العالقة فيه ، ثم وضعه في المنفاش ” أداة للحياكة ” لعمل منه خيط طويل بمقاس مناسب ؛ لتكوّن منه لفافة الصوف ، وفردها للصوف باستخدام المغزل ، مبينةً أن بعضها تأخذ أسبوعاً لتكويره ” إعداد لفافة الصوف ” ثم تقوم بعد ذلك بعمل المنسوجات بمختلف اشكلها .
وأوضحت أنها قامت بتدريب بناتها واصبحن يعملن معها ، كما أنها قامة بتدريب وتعليم بنات كثيرات على صناعة منسوجات الصوف .
وضربت أم مرام مثلاً تحفيزياً لمن يملك رغبة في التعلم قائلة (مايجي أحد من بطن أمه عالم )، لافتةً الانتباه إلى أنها شاركت في مهرجانات عديدة تابعة لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالباحة ، مشيدةً بالتطور المشاهد والملحوظ عاماً بعد عام لجميع فعاليات ومهرجانات الوزارة ، وأن كل عام أفضل من سابقه .
( ألعاب شعبية بنكهة حرفي الباحة )
قدم لنا العم : محمد سالم الغامدي في بوثه الخاص بنجارة وصناعة الألعاب الشعبية لزوار مهرجان خيرات الباحة أجمل الصناعات الشعبية الخشبية التي تتمثل في النباطة والدوامة والسيارات القديمة والوروارة وصناعة ألعاب خشبية خاصة بالأطفال وقال العم محمد الغامدي لصحيفة أحوال الإلكترونية إن هذه الألعاب هي الألعاب القديمة التي تمارس من قبل الأجيال القديمة ولاقت استحسانا من الزوار الذين أقدموا على شرائها والبعض يرغب بأن تكون من مقتنياته التراثية المنزلية .
( حياكة الصوف ملازمة لكل بيت قديما )
التقطت عدسة أحوال الإلكترونية واستعراضت أهم مقتنيات وأدوات الحياكة التي كانت تستخدم بالسابق ، ومن أبرزها «المغزل» ، والتقت الصحيفة بأم فارس وتحدثت بقولها : يعتبر ” المغزل ” الذي يعدُّ من أدوات حياكة الصوف الرئيسة في الماضي ؛ لكثرة استخدامة التي تستغرق وقتًا طويلًا وصبراً على المنتج بجودة عالية ، حيث يستخدم «المغزل» في عمل السدو ، لغزل الخيوط ، ثم بعد ذلك برمها وتمديدها ، وأخيرًا « سدوها »، ويستغرق أوقاتًا طويلة ، حيث تعمل النساء بالماضي من الصباح الباكر حتى غروب الشمس ، وتعدُّ حياكة الصوف والوبر من المهن والحرف القديمة وصناعة أصيلة استمدت إمكانياتها وأدواتها مما توفره البيئة قديمًا ، وكانت اغلب النساء السعوديات يعملن بحياكة الصوف كمهنة أساسية وعمل أساسي ؛ لتوفير مايلزمه منزلها من السدو والمفارش وغيرها آنذاك . وأصبح « المغزل » من المهن التي يتم استقطابها في المهرجانات الوطنية بمنطقة الباحة ،التي تحاكي أبرز الفنون الحرفية التي اشتهرت به نساء المنطقة ومعرفة كيف كانوا يعتمدون عليها في ذلك الوقت الماضي وغرسها في جيل اليوم .
وقد ساهم مهرجان خيرات الباحة والذي يقيمة فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة في تعزيز هذه المهن والحرف الشعبية القديمة التي مازالت تمارس حتى وقتنا الحاضر أو التي اندثرت ، والتي تعد جسراً لربط الماضي العريق بحاضرنا المشرق فهي حرف ومهن تجسد أصالة الآباء والأجداد وتذكرنا بتاريخهم المجيد وبنتاجهم الإبداعي الإنساني العريق المتمثل في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية في زمن افتقر لوسائل التواصل الحديثة .الحرف اليدوية تلفت إعجاب زوار مهرجان ” خيرات الباحة