الدكروري يكتب عن الحضارة في مصرنا الحبيبة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من الوصايا الهامه علي الآباء هو الحرص على تحفيظ أولادهم كتاب الله تعالي فهذا العمل من أجلّ الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الوالدان فالاشتغال بحفظه والعمل به اشتغال بأعلى المطالب وأشرف المواهب، ثم إن فيه حفظًا لأوقاتهم وحماية لهم من الضياع والانحراف، فإذا حفظوا القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم، وأن تكون قدوة صالحة لأولادك يقول الله تعالى ” وكان أبوها صالحا” فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة صالحة لأولادهما في الصدق والاستقامة وجميع شؤونهم، وأن يتمثلا ما يقولانه، ومن الأمور المستحسنة في ذلك أن يقوم الوالدان بالصلاة أمام الأولاد حتى يتعلم الأولاد الصلاة عمليا من الوالدين.
وهذا من الحكم التي شرعت لأجلها صلاة النافلة في البيت، وإن من عوامل بناء الحضارة في مصرنا الحبيبة أنها تحتمي بدرع طبيعي مكون من، الصحراء الشرقية والغربية، وكانت تمتاز هذه الصحاري بأنها قاحلة شديدة الجفاف، حيث لم يكن يستطيع الغزاة أن يقطعوا هذه الحدود إلا بصعوبة ومشقة، وكذلك فقد احتوى الجزء الجنوبي من الوادي على كتل صخرية هائلة مما ساعد المصريين القدماء على بناء المعابد والقصور، وأيضا من العوامل الهامه هو نهر النيل حيث يشكل نهر النيل ظاهرة مميزة في شمال إفريقيا، حيث إنه النهر الوحيد الذي شق الصحراء الكبرى حاملا جزءا من الثروات المائية في إفريقيا الاستوائية إلى مصر، كما يُعد نهر النيل النهر الأطول في العالم.
وكما أن نهر النيل ذو امتداد جغرافي شاسع خلال القارة الإفريقية، وتشكل هذه المساحة عشر دول هي من الجنوب إلى الشمال، تنزانيا، ورواندا، وبوروندي، والكونغو الديمقراطية، وكينيا، وأوغندا، وأثيوبيا، وإريتيريا، والسودان، ومصر، وإن من العوامل التي دفعت الغزاة إلي مصر هى الثروات المعدنية حيث كانت الخطوة الحضارية الكبيرة في فجر التاريخ المصري هي اكتشاف الإنسان المصري القديم لكيفية استخراج المعادن، حيث اهتدى الإنسان المصري لاستخراج معدن النحاس، ومما سهل عملية استخراجه قربه من سطح الأرض، حيث لا يحتاج لعمليات معقدة لاستخلاصه وتعدينه وقد تعلم المصريون بعد ذلك كيف يتم تشكيله، واستخدموه في صناعاتهم البسيطة كالمثاقب.
وأغراض الزينة، ولقد ساهمت مجموعة عوامل القوة الطبيعية في مصر القديمة إسهاما كبيرا في إنتاج مظاهر فريدة ومميزة في تلك البقعة، ومن هذه المظاهر هو النمو السكاني، حيث بدأت التجمعات السكانية تظهر في مناطق وادي النيل، وكان من أبرزها إقليم النوبة والذي يقسم إلى النوبة الجنوبية، والنوبة الشمالية، إقليم أدفو واسنا، وإقليم ثنية قنا، وإقليم مصر الوسطى، وإقليم الدلتا، والأقاليم الصحراوية على جانبي النيل، وقد كان لهذه الأقاليم والتجمعات دور بارز في إحداث نهضة إنتاجية وسياسية خلال ما تقدم من الزمان.
الحضارة في مصرنا الحبيبة