الحياة الطيبة والسعادة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 17 ديسمبر
الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد، روى البخاري أن أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، ألا تحدثني عن حارثة؟ وكان قُتل يوم بدر، فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء، فقال “يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى فلا حزن ولا أسى على شهيد” ولا سيما الدعاة ومبلغي الأفكار الإسلامية والمعتقد السلفي فإنهم باستشهادهم يؤثرون على دعوتهم.
أكثر من لو عاشوا لها وبقوا عليها مئات السنين، وإنما الحزن والأسى من فعلة الأعداء الشنعاء التي عومل بها شهداء الإسلام ويعامل بها دعاته قديما وحديثا وما يقصد من وراء هذه المعاملة من محاربة الإسلام ومحاولة القضاء عليه، والله متم نوره ولو كره الكافرون، وإن لأجل الإنسان نهاية محتومة لا يتجاوزها أبدا وإن الميتة واحدة، وإن تنوعت أسبابها، فمن لم يمت بالسيف مات بغيره، وتعددت الأسباب والموت واحد، وإن أفضل نهاية ينتهي بها المؤمن من هذه الدنيا والمفارقة لا محالة هي نهاية الشهداء، وأفضل الشهادة شهادة الأنبياء فأتباع الأنبياء ممن ينادون بما نادت به الأنبياء من إفراد الله سبحانه بالعبادة وحده، وإفراده بالحاكمية بحيث تحكم الأرض بما أَنزله تعالى على رسوله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم.
لا بقومية أبي جهل وجاهليته الجهلاء، ولا بشيوعية ماركس اليهودي الموتور الحمراء، ولا ببعثية عفلق الضالة الدموية السوداء، وإنما بالقرآن وسنة خير الأنام، بشريعة الله التي أنزلت لصالح البشر، وأوجد البشر للعمل بها، فاتقوا الله بطاعة الله واطلبوا الشهادة بصدق وإخلاص فإنها لأشرف الغايات وأعظم الأمنيات، ومن طلبها بصدق كتبت له، أو كتب له أجرها، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن سهل بن حنيف “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه” فاطلبوا الشهادة بجهادكم بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله لا في سبيل النعرات الإقليمية أو القبلية ولا في سبيل المبادئ المنافية للإسلام التي مصير قتلاها جهنم يصلونها وبئس القرار، وإنما لله وفي سبيله ولإعلاء كلمة الله.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء، فقال ” من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” واعلموا يرحمكم الله إن الحياة الطيبة والسعادة، والعيشة الهنية الرضية مطلب مهم، ومقصد أسمى، يسعى إلى تحقيقه البشر، وتشرئب إلى سماعه النفوس، وتطمح إلى تحقيقه وبلوغه الأفئدة، وإن السعادة هدف سامي ينشده كل الناس، ويبحثون عنه، بدءا من المثقف إلى العامي، ومن السلطان إلى الصعلوك، ما منهم من أحد إلا يكره حياة النكد والشقاء، ويرنو إلى حياة السعد والهناء، ولهذا تعددت مشارب الناس ووسائلهم، وتنوعت أساليبهم وأفهامهم في البحث عن السعادة، والعيش في ظلالها، إلا أن من الناس من قد أخطأ الطريق، وزل به الفهم في إدراك معنى السعادة الحقة، وتحقيق الحياة المطمئنة التي يرغب فيها، ويسعى إلى بلوغها، لأنه لم يسلك الطريق الصحيح لبلوغها. الحياة الطيبة والسعادة