المقالات
الدكرورى يكتب عن عاقبة الصبر علي الإبتلاء
الدكرورى يكتب عن عاقبة الصبر علي الإبتلاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الأمراض والأوجاع رحمة من الله عز وجل علي عبادة، ولقد مرض رسول الله صلي الله عليه وسلم وتألم من المرض، فقال أبو سعيد رضى الله عنه دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف فقلت يا رسول الله ما أشدها عليك؟ قال “إنا كذلك يضعف لنا البلاء ويضعف لنا الأجرة، قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال الأنبياء، قلت ثم من؟ قال الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر، حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها أى يجمعها، وإن أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء” وهكذا بينما الإنسان معافا قويا شديدا عتيدا إذا بمرض يعل صحته ويقلل حركته، ويكدر صفو حياته، وهذه سنة الله تعالى في هذا الكون لا يثبت على حال ولا يدوم على شأن أحد، إلا الله سبحانه وتعالى.
فليس هناك راحة أو عافية أو طمأنينة للمؤمن تامة، إلا في الجنة، لا يفنى شباب ويهرم، بل يصح وينعم ولا يبأس، فيا من ابتلاك الله تعالى بشيء من هذه الأمراض، فوّض أمرك إلى الله، واعلم أن ذلك مقدر عليك، وأنه زيادة في حسناتك ورفعة لك في درجاتك، وتخفيفا لك من سيئاتك، فالصبر وارضى واحمد الله واشكر الله، فإن العاقبة بإذن الله حميدة في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن” وعليك أخي المريض أن تسعى بالتداوي بما شرع الله إما بالعلاج بالرقية الشرعية من القرآن والأدعية المأثورة، أو بأخذ الأدوية والعقاقير الطبية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تداووا عباد الله”
وقيل له يا رسول الله، أرأيت رقًى نسترقيها ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من أمر الله شيئا؟ فقال صلى الله عليه وسلم “هي من أقدار الله” فالأخذ بالأدوية والعلاج، لا ينافي التوكل على الله، ولا ينافي الرضا بقدر الله، فهي من فعل السبب، وفعل السبب مأمور به، فقد مرض نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فصبر واحتسب وتداوى، وسحر ووعك، وأصابه الصداع في رأسه، وكسرت رباعيته، وشج وجهه الشريف، فثعب الدم منه، فكان لسان حاله شاكرا لله ذاكرا له، وأخذ بأسباب التداوي، وقد كان صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه يجمع كفيه، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، وقرأ عليه جبريل عليه السلام المعوذتين حينما سحر، وكما عليك أيها المؤمن المصاب عدم التداوي بما حرم الله تعالى، كإتيان السحرة والكهنة، والعرافين والمنجمين، أو التداوي بالخمرة.
فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنها داء وليست دواء” وإن من الأمور المهمة التي ينبه لها المريض هي الصلاة، فيا أخي المريض عليك بالمحافظة على الصلاة، فلا يجوز ترك الصلاة مهما كانت الأسباب، حتى ولو لمرض أو غيره، إلا إذا كانت تشق عليه الصلاة في وقتها، فيجوز له أن يجمع بين الصلاتين، كما يجوز له أن يصلي على الوضع الذي يستطيعه، فإن لم يستطع قائما فقاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنب، ولا تترك الصلاة على أي حال، فلم يعذر الله أحدا في هذه الفريضة حتى الذين يقاتلون وهم تحت ضرب السيوف، فقد شرع الله لهم صلاة الخوف، ولم يعذرهم، فالصلاة هي الركن الركين، وهي عمود الدين، وهي الفريضة الوحيدة التي شرعت في السماء، وهي التي لا عذر لأحد بتركها.
الدكرورى يكتب عن عاقبة الصبر علي الإبتلاء