الدكروري يتكلم عن الصحابي المقداد بن الأسود
الدكروري يتكلم عن الصحابي المقداد بن الأسود
إن الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، لا تساويهم رجال الدنيا ولا تعدل نصفهم فهم رضي الله عنهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” وقولة صلي الله عليه وسلم “لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه” ورضى الله عن عبد الله بن مسعود حين أجمل فضل صحابة رسول الله قائلا ” من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم.
وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم، وهذا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السابقين الأولين، هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني، ويقال له المقداد بن الأسود، لأنه ربي في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه، وقيل بل كان عبدا له أسود اللون فتبناه، ويقال بل أصاب دما في كندة، فهرب إلى مكة، وحالف الأسود، وشهد بدرا والمشاهد، وثبت أنه كان يوم بدر فارسا، واختلف يومئذ في الزبير، المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك من ولد الحاف بن قضاعة، فطولب بدمه، فهرب إلى مكة، وحالف الأسود بن عبد يغوث، فتبناه الأسود، ونسب إليه فيعرف بابن الأسود الكندي البهراني الحضرمي.
وكان في الجاهلية من سكان حضرموت، ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام، فضرب المقداد رجله بالسيف، وهرب إلى مكة، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري، فصار يقال له المقداد بن الأسود، إلى أن نزلت آية “ادعوهم لآبائهم” فعاد، وسمي بالمقداد بن عمرو، وهو فارس من فرسان الإسلام وهو الصحابى الجليل المقداد بن عمرو، أحد الأوائل المبكرين بالإسلام، حيث ذكر ضمن السبعة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام، حيث جاء المقدادإلى مكة، فأخذه الأسود بن عبد يغوث وتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، فلما نزلت آية تحريم التبني عاد نسبه لأبيه عمرو بن سعد، وتزوج المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ابنة عم النبي صلي الله عليه وسلم، مع أنه مولى وهى قرشية هاشمية شريفة.
وذلك لأن الإسلام لا يفرق بين عبد أو سيد ولا بين شريف ووضيع، فالكل في نظر الإسلام سواء، لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح، وكان له عدة أحاديث وحدث عنه الإمام علي، وابن مسعود وابن عباس وجبير بن نفير وابن أبي ليلى، وهمام بن الحارث وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وجماعة وقيل عنه كان آدم طوالا، ذا بطن، أشعر الرأس، أعين مقرون الحاجبين، مهيبا عاش نحوا من سبعين سنة، ومات في سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة، وصلى عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وقبره بالبقيع رضي الله عنه.
الدكروري يتكلم عن الصحابي المقداد بن الأسود