الدكروري يكتب عن الأحكام الشرعية الخاصة بالتجارة
الدكروري يكتب عن الأحكام الشرعية الخاصة بالتجارة
بقلم / محمــــد الدكــــروري
يجب علي كل تاجر مسلم تحري الحلال والحرام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين” فتلا هاتين الآيتين الكريمتين، قال الله سبحانه وتعالى ” يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا” وقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون” ثم قال صلى الله عليه وسلم “إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنا يستجاب لذلك، وجاء في الحديث “كل جسم نبت من السحت فالنار أولى به، وقال تعالى ” وأحل الله البيع” وما نص الله على أنه حرام، فإنه حرام قطعا كالميتة، فقال تعالى.
” حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به”وقال ” وحرم الربا” وكما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرشوة، وحرم الله جل وعلا الميسر، وهو القمار، وقرنه مع الخمر، فقال تعالي ” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” فيجب على التاجر أن يعرف الأحكام الشرعية الخاصة بالتجارة التي يمارسها، وذلك بسؤال أهل العلم حتى يتجنب الشبهات والوقوع في الحرام، وأن طلب العلوم الشرعية يرفع منزلتك عند الله تعالى وعند الناس، فقال الله تعالى كما جاء في سورة المجادلة ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” وكما قال الله تعالى كما جاء في سورة فاطر” إنما يخشي الله من عباده العلماء”
وعن معاوية بن أبي سفيان قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين” رواه البخاري ومسلم، وكما يجب على التاجر المسلم أن يحسن اختيار من يساعده، بحيث يكون من أهل العقيدة الصحيحة، ومن أهل الصلاة والصدق والأمانة لأن الإنسان عادة يتأثر بمن يلازمه، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي” رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” رواه أبي داوود، وكما ينبغي على التاجر المسلم أن يعتاد على استخارة الله تعالى في جميع أمور حياته، وأن يستشير أهل الخبرة من الصالحين.
في الأمر الذي يريد أن يقدم عليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول “إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني، قال ويسمّي حاجته” رواه البخاري.
وما أجمل أن يستيقظ المسلم مبكرا لطلب الرزق الحلال، متبعا في ذلك سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن صخر الغامدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “اللهم بارك لأمتي في بكورها” قال وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار،وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثر ماله” رواه الترمذي.
الدكروري يكتب عن الأحكام الشرعية الخاصة بالتجارة