الدكروري يكتب عن التعامل النبوي مع المجتمع
الدكروري يكتب عن التعامل النبوي مع المجتمع
الدكروري يكتب عن التعامل النبوي مع المجتمع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد علمنا النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم كيف نتعامل مع الناس وكيف نتعايش معهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق” رواه مسلم، فكم من الناس تحتاج إلى من يستمع اليها بإنصات وقد تكون حل مشكلتها في الاستماع اليها ومشاكل كثير من شبابنا وفتياتنا انهم لا يجدوا من يستمع اليهم وقد يلجؤوا إلى الانحراف بسبب انه لا يجد من يستمع اليه، فإننا لن نسبق الآخرين إلا بحسن خلقنا، وليس بكثرة أموالنا، فالأموال لا تصنع النفوس، فإن هناك مهارات في التعامل مع الناس وهي عبادة تقرب إلى الله عز وجل حيث قالت السيدة خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم “إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم،
وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وإن فن التعامل هو أساس من أساسيات الدعوة إلى الله فمن الناس من يألف قلبه بالهدية ومنهم من يؤلف قلبه بالكلمة الطيبة وفي النهاية كما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم “خاطبوا الناس على قدر عقولهم” وهكذا نرى كيف يتعامل الأب مع أولاده وكيف يحل مشاكلهم حتى بعد أن يتزوجوا، وكيف يربي الأولاد على الصداقة ولغة الحوار، وقيل أنه بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في الغنائم التي غنمها من غزوة حنين والطائف ومعه صفوان بن امية فجعل صفوان ينظر إلى الشعب ملاء نعما وشاء ورعاء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه فقال أبا وهب يعجبك هذا الشعب قال نعم.
قال هو لك وما فيه فقال صفوان عند ذلك ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وقد شجع رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه بإطلاق الألقاب عليهم، فهذا من أساليب التقدير، وكما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يطلق بعض الألقاب على اصحابه مثل خالد بن الوليد سيف الله المسلول، وعثمان بن عفان رجل تستحى منه الملائكة، وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم طلكل نبي حوارى وحوارى الزبير بن العوام” فهذا تقدير وتشجيع من القائد لأصحابه ومن منا لا يحب الكلمات التشجيعية على التقدم والإنجاز، وإن التابعين هم أصحاب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالواجب علينا نحوهم محبتهم والترضّي عنهم عند ذكرهم ومعرفة سيرتهم وأخبارهم.
وأن نعرض عما وقع بينهم من مشكلات، فهم بشر يختلفون كما يختلف غيرهم، ولا يجوز أن نقيم أنفسنا قضاة نحكم بينهم فنصوّب هذا ونمدحه ونخطئ الآخر ونذمه بل ولا ننشر ما وقع بينهم بين عوام الناس فقيل أنه جلس محمد بن سيرين في درسه يوما فجاء رجل من المبتدعة وأراد أن يجلس معهم ليعرض بعض الشُبهات فقال له محمد قم، فقال له قبل أن أقوم اسمع مني كلمة، فقال له محمد بن سيرين ولا نصف كلمة، إما أن تقوم أنت أو أقوم أنا، ويعلم ابن سيرين أنه لو قام فلا يستطيع المبتدع أن يعرض بدعته، فقام الرجل، فقال له قائل يا إمام، ما منعك أن تسمع منه؟ قال أخشى أن يتكلم ببدعته فيقع في قلبي من بدعته شبهة فلا تزال في قلبي إلى أن أموت، فنسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر وما بطن.