الدكروري يكتب عن الخوارج في التاريخ الإسلامي
الدكروري يكتب عن الخوارج في التاريخ الإسلامي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الخوارج في التاريخ الإسلامي
لقد ذكرت كتب السيرة والمصادر التاريخية أن الخوارج هو اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام، وكانو يسمون أنفسهم بأاهل الأيمان، وقد ظهرت هذه الطائفه في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي الجليل وأمير المؤمنين عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج على الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، بعد معركة صفين سنة سبعه وثلاثين من الهجره، لرفضهم التحكيم بين الإمام على بن أبى طالب، ومعاويه بن أبى سفيان، وكان ذلك بعد أن عرضوه عليهم، وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف، وأهم عقائدهم، هو تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة رضى الله عنهم أجمعين.
ويقولون ويحرضون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى، ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحكمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ونزلوا بحروراء في البداية، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا مارقة، وذلك للحديث النبوي الشريف، الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكمين وهما عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري، وقالوا لا حكم إلا لله، ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه.
ومحاولته إقناعهم بالحجة، ولكنهم لم يستجيبوا، ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان واليمن، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين، ونعود إلى قره بن شريك، حيث كان يزيد بن أبي حبيب إذا أراد أن يتكلم بشيء فيه تقية من السلطان، تلفت وقال أحذروا أبا سليمان، ثم قال يوما من ذاك الناس كلهم أبو سليمان، وورد كتاب بالزيادة في المسجد الجامع، فأبتدأ في هدم ما كان عبد العزيز بناه لمستهل سنة اثنتين وتسعين، ووفد قرة إلى أمير المؤمنين بوفد أهل مصر، وأستخلف عليها عبد الملك بن رفاعة الفهمي، وابتدأ في بنيان المسجد في شعبان سنة اثنتين وتسعين، وجعل على بنائه يحيى بن حنظلة من بني عامر بن لؤي.
وكانوا يجمعون الجمعة في قيسارية العسل، حتى فرغ من بنيانه، وقدم قرة من وفادته في سنة ثلاث وتسعين، فاستنبط الإصطبل لنفسه من الموات وأحياه وغرسه قصبا، فكان يسمى إصطبل قرة، ويسمى أيضا إصطبل القاس، يعنون القصب، كما يقولون قاس مروان، ونصب النبر الجديد في الجامع في سنة أربعة وتسعين، فيقال أنه لا يعلم اليوم في جند من الأجناد أقدم منه بعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دون قرة الديوان في سنة خمس وتسعين وهو المدون الثالث، ثم توفي قرة بن شريك بها وهو والى عليها ليلة الخميس، لست بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين، ودفن في مقبرتها، واستخلف على الجند والخراج عبد الملك بن رفاعة بن خالد الفهمى، فكانت ولاية قرة بن شريك عليها ست سنين إلا أياما.