الدكروري يكتب عن العبادلة من صحابة رسول الله
الدكروري يكتب عن العبادلة من صحابة رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أهل العلم والعلماء، وعن العبادلة، ومنهم عبد الله بن واقد، وقد قال أبو موسى، أنه ذكره أبو القاسم الرفاعي في عبادلة الصحابة، وأورد له من طريق ابن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه سمعت عبد الملك بن سارية الكعبي يقول سمعت عبد الله بن واقد، يقول إن اليمين في الدم كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت عبد الله بن واقد أظنه بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وصنيع البخاري في تاريخه يقتضي ذلك، فإنه لم يذكر من يقال له عبد الله بن واقد إلا هذا وهو تابعي وآخر دونه في الطبقة، وقال في ترجمة عبد الملك بن سارية يروي عن عبد الله بن واقد ولم ينسبه وذكر المزني في ترجمة عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا مرسلا.
فالعبادلة من الصحابة، وإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم خير هذه الامة فكانوا مثالا يحتذى به في سيرتهم العطرة ولمنزلتهم العظيمة في نفوس المسلمين، فقد اهتموا اهتماما بالغا بحياتهم وصنفت فيهم كتب متنوعة لا تعد ولا تحصى وقد قيل بأن الصحابة الذين حملوا هذا الاسم يبلغون المئات، ومن أشهرهم، هو الصحابى عبدالله بن أبي أوفى، وقد كان من اصحاب الشجرة وشهد الحديبية كما غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عددا من الغزوات وروى احاديث شهيرة وهو آخر من مات من الصحابة بالكوفة، وأيضا الصحابى عبدالله بن أبي بكر الصديق، وهو شقيق اسماء بن أبى بكر، وهو الذي كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر بأخبار قريش في حادثة الهجرة.
وقد كان شابا فطنا وقد مات في خلافة ابيه بعد ان انتقض جرحه الذي كان بسبب رمية سهم أصابته يوم الطائف، وكان عبد الله بن ابو بكر الصديق كان اعلم قريش بأنسابها بل كان انسب العرب ومن اعلم قريش مما كان منها من خير او شر وكان تاجرا ذا خلق ومعروف وكان مؤلفا لقومه محببا سهلا وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وسبق الى الايمان به اسلم على يديه عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن، وقد استمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طول اقامته بمكة وتحمل في سبيل الدعوة اذى المشركين ورافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة وفي الغار وفي جميع المشاهد وكانت الراية معه يوم تبوك التي تبرع فيها بكل ماله وحج بالناس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة تسع هجرية.
وانتخب خليفة بعده وفضائله رضي الله عنه اكثر من ان تحصى، وأيضا الصحابى عبدالله بن جبير الانصاري، وقد شهد العقبة وبدرا واستشهد بأحد، وكان أمير الرماة يومئذ وكان قد نهاهم عن النزول لأخذ الغنيمة لكنهم مضوا وتركوه.