الدكروري يكتب عن القراء والرواه لكتاب الله العزيز
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن القراء لكتاب الله والرواه، وكان منهم الراوي الأول هو خلف بن هشام، وهو أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم ابن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدي ويقال خلف بن هشام ابن طالب بن غراب الإمام العلم أبو محمد البزار بالراء البغدادي، أصله من فم الصلح بكسر الصاد أحد القراء العشرة، وأحد الرواة عن سليم عن حمرة، ولد سنة خمسين ومائة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد وهو مختف من الجهمية، وقرأ خلف على أبي عيسى سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب الحنفي مولاهم الكوفي، وقرأ سليم على إمام الكوفة أبي عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات.
وكان له أربعة طرق كلها عن إدريس بن عبد الكريم عنه الأول طريق ابن عثمان ابن بويان، والثاني طريق ابن مقسم، والثالث طريق ابن صالح، والرابع طريق المطوعي ولكل طريق عدة طرق، فمجموع طرق خلف عن حمزة الزيات ثلاث وخمسين طريقا، وأما عن الراوي الثاني وهو أبو عيسى خلاد، وهو أبو عيسى، وقيل أبو عبدالله خلاد بن خالد الشيباني مولاهم الصيرفي الكوفي، إمام في القراءة ثقة عارف محقق أستاذ ولد سنة مائة وتسع عشرة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد الحلواني، وإبراهيم بن علي القصار وإبراهيم بن نصر الرازي وحمدون ابن منصور وسليمان بن عبدالرحمن الطلحي وعلي بن حسين الطبري وعلي بن محمد بن الفضل.
وعنبسة بن النضر الأحمري والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ومحمد بن الفضل ومحمد ابن سعيد البزاز ومحمد بن موسى بن أمية ومحمد بن شاذان الجوهري وهو من أضبطهم ومحمد بن عيسى الاصبهاني ومحمد بن يحيى الخنيسي ومحمد بن الهيثم قاضي عكبرا وهو أجل أصحابه، وتوفي سنة عشرين ومائتين، وقرأ خلاد على أبي عيسى سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب الحنفي مولاهم الكوفي، وقرأ سليم على إمام الكوفة أبي عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات، وكان خلاد له عدة طرق في روايته عن حمزة وأشهرها أربعة، فالأول هو طريق ابن شاذان، والثاني هو طريق ابن الهيثم، والثالث هو طريق الوزان، والرابع وهو طريق الطلحي.
ولكل طريق عدة طرق مجموع طرق خلاد ثمان وستون طريقا من الأربعة، وهو خلف صاحب الرواية المشهورة، ولكن بخصوص قراءة القرآن بقراءة خلف عن حمزة, فهل يجوز قراءة القرآن بهذه الرواية أو القراءة، وهل تجوز الصلاة بهذه القراءة، فقيل إن الإمام خلف بن هشام البغدادي هو أحد أعلام القراء المشهورين، فهو الراوي الأول لقراءة حمزة عن شيخه سليم بن عيسى، وقال عنه صاحب السير كان مولده سنة خمس وخمسين ومائة، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وكان ثقة كبيرا زاهدا عابدا عالما، سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد، وتلا على سليم وعلى أبي يوسف الأعشى وغيرهما وتصدر للإقراء والرواية، وروى عنه خلق كثير وحدث عنه مسلم في صحيحه.
وأبو داود في سننه وأبو زرعة وأبو حاتم وعدد كثير، قال عنه يحيى بن معين والنسائي وغيرهما ثقة، وقال الدارقطني كان عابدا فاضلا، توفي اليوم السابع من شهر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين رحمه الله.
الدكروري يكتب عن القراء والرواه لكتاب الله العزيز