الدكروري يكتب عن المنجمون
الدكروري يكتب عن المنجمون
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن المنجمون
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعدل الناس، وكان يحكم في كل واقعة بشرع الله سبحانه وتعالى، كما كان الحلم من الأخلاق المتجذرة في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب السيرة النبوية مليئة بالمواقف التي تدل على ذلك، ومنها قصة الأعرابي الذي جذب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردائه جذبة شديدة أثرت في عاتقه الشريف، وقال له “يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك” فما كان من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلا أن التفت إليه، ثم ضحك، وأمر له بعطاء، ومما يدل على عظم حلمه صلى الله عليه وسلم هو عفوه عن المرأة اليهودية التي حاولت قتله بالشاة المسمومة، وعن اليهودي الذي سحره، وعن المشركين الذين أسروا يوم الحديبية.
وإذا تكلمنا عن المنجمين والمشعوزين من الدحالين والمحتالين، يجب أن نذكر قول الحق سبحانه وتعالي، حيث يقول الله تعالى في كتابة الكريم ” قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله ” وبهذا يكون حكم تعلم قراءة الكف أمرا منكرا ومحرّما، وعلى المسلمين الحذر من إتيان أى وسيلة من وسائل التنجيم حتى لو على سبيل المزاح، وأما عن عقوبة قارئ الكف فإنه إذا كان من يسأل عرافا أو كاهنا أو حتى قارئ كف ولم يصدقه لا تُقبل صلاته أربعين يوما، ومن صدّقه كان مشركا بالله وكافرا، فما عقوبة من ينجم ويقرأ الكف ويدعي معرفته الغيب كالساحر والكاهن والعراف، وفي بيان هذا الأمر يرى الإمام أبو حنيفة أن العراف أو الساحر، هو مشرك بالله وكافر ومرتد عن دين الله عز وجل.
وبهذا تكون عقوبته هي القتل، وقد استدل بذلك بما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه أمر بقتل كل ساحر وكاهن فقد قال رضى الله عنه ” اقتلوا كل ساحر وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس وانهوهم عن الزمزمة فقتلنا في يوم ثلاثةَ سواحر” وأما إذا تاب واستغفر وترك ما يقوم به ابتغاء مرضاة الله فإن الله يغفر توبة العبد فهو التواب الرحيم بعباده، وقد جاء هذا الوعد في قوله تعالى ” قل يا عبادى الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ” وهكذا فإن كل هذا بدعة، وكل هذا منكر لا صحة له، فصاحب الفنجان وقراءة الكف ورمي الودع وضرب الودع أو الحصى، كله من تعاطي علم الغيب، كله باطل، ومنكر ولا صحة له.
وهو دجل وكذب وافتراء، كونهم يدعون علم الغيب بأشياء أخرى غير هذا كذب، وإنما يعتمدون على ما تقول لهم أصحابهم من الجن، فإن بعضهم يستخدم الجن ويقول ما تقول له الجن، فيصدُقون ويكذبون، يصدقون في بعض الأشياء التي اطلعوا عليها في بعض البلدان أو استرقوها من السمع، ويكذبون في الغالب والأكثر، ويتحيلون على الناس حتى يأخذوا أموالهم بالباطل، وهكذا الإنس الذين يخدمونهم يكذبون أيضا ويفترون ويقولون هذا كذا وهذا كذا وهم كذبة، وإنما يأكلون أموال الناس بالباطل، وإن علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فهذا كله باطل وبهتان.
الدكروري يكتب عن المنجمون