الدكروري يكتب عن اليسع بن أخطوب
الدكروري يكتب عن اليسع بن أخطوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد جعل الله عز وجل الرسالة المحمدية رسالة وسطية، وكما جعل الله سبحانه وتعالي الأمة المحمدية أمة وسطا لتكون شاهده علي الأمم، وإن من خصائص رسالة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شموليتها وعمومها لكل الناس، إلى قيام الساعة، وإن الحكمة في كون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هى آخر الرسالات السماوية، وهو أن كل رسول من الرسل الكرام السابقين يختص بتقويم الانحراف الحادث في عصره وموطنه، وأن الأمم على عهد الرسل الأولين تعيش في عزلة لا تقارب بينها، ولا اتصال إلا على الوسائل البدائية، وقد علم الله تعالى أن الأمر سيتغير بعد رسالة النبى صلى الله عليه وسلم وأن التواصل بين الأمم سيختلف عن العزلة التي كانت في السابق فأصبحت المسافات مطوية.
والاتصال الأممي واقع، لا سيما في العهود المتأخرة، مما جعل حمل الرسالة إلى جميع من في الأرض متاحا، فاقتضت حكمة الله تعالى ختم الرسالات برسالة واحدة شاملة عامة، وأما عن نبى الله اليسع عليه السلام فهو نبي من أنبياء الله الذين لم تذكر الكتب المدة التي عاشها، لكنه كان في منطقة بانياس في سورية من أرض الشام، وقد ذكره الله تعالى مع الأنبياء، في سورة الأنعام في قوله تعالى” وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين” وقال تعالى كما جاء في سورة ص ” واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار” وقال إسحاق بن بشر عن قتادة، عن الحسن قال كان بعد إلياس، اليسع عليهما السلام، فمكث ما شاء الله أن يمكث، يدعوهم إلى الله تعالى مستمسكا بمنهاج إلياس وشريعته.
حتى قبضه الله عز وجل، إليه، ثم خلف فيهم الخلوف، وعظمت فيهم الأحداث والخطايا، وكثرت الجبابرة، وقتلوا الأنبياء، وكان فيهم ملك جبار عنيد طاغ، ويقال إنه الذي تكفل له ذو الكفل إن هو تاب وراجع، دخل الجنة فسمى ذا الكفل، وقال محمد بن إسحاق هو اليسع بن أخطوب، وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر، عن اليسع أنه هو الأسباط بن عدي بن شوتلم بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، ويقال هو ابن عم إلياس النبي عليهما السلام، ويقال كان مستخفيا معه بجبل قاسيون من ملك بعلبك، ثم ذهب معه إليها، فلما رفع إلياس خلفه اليسع فى قومه، ونبأه الله بعده، وقد ذكر ذلك عن وهب بن منبه، قال، وقال غيره كان الأسباط ببانياس، اليسع.
وهو اسم واحد لنبي من الأنبياء الكرام عليهم السلام وقد قيل إنه ابن أيوب، والله أعلم بالصواب، وقد ذكر الله اليسع في القرآن مرتين، وقد أوجز القرآن الكريم عن حياته فلم يذكر عنها شيئا، وإنما اكتفى بذكره في مجموعة الرسل الكرام الذي يجب الإيمان بهم إجمالا وتفصيلا، وكان بعد إلياس اليسع عليه السلام، فمكث ما شاء الله أن يمكث يدعوهم إلى الله مستمسكا بمنهاج إلياس وشريعته حتى قبضه الله عز وجل إليه ثم خلف فيهم الخلوف وعظمت فيهم الأحداث والخطايا، وكثرت الجبابرة وقتلوا الأنبياء، وكان فيهم ملك عنيد طاغ، ويقال إنه الذي تكفل له ذو الكفل إن هو تاب ورجع دخل الجنة فسمي ذا الكفل، رواه ابن إسحاق.
الدكروري يكتب عن اليسع بن أخطوب