الدكروري يكتب عن خالد يتسلم القيادة العامة للجيوش
الدكروري يكتب عن خالد يتسلم القيادة العامة للجيوش
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن خالد يتسلم القيادة العامة للجيوش
ذكرت المصادر الإسلامية أن الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه قد بعث إلى سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه بأن يقدم إلى الشام ومعه نصف قواته التي كانت معه في العراق، حتى يلتقي بأبي عبيدة بن الجراح ومن معه، ويتسلم القيادة العامة للجيوش كلها، وفي الوقت نفسه كتب الصديق إلى أبي عبيدة يخبره بما أقدم عليه، وجاء في كتابه ” فإني قد وليت خالدا قتال الروم بالشام، فلا تخالفه، واسمع له وأطع أمره، فإني قد وليته عليك، وأنا أعلم أنك خير منه، ولكن ظننت أن له فطنة في الحرب ليست لك، أراد الله بنا وبك سبل الرشاد والسلام عليك ورحمة الله” وهناك الموقف العظيم ما بين الارطبون وبين القائد عمرو بن العاص فكان الأرطبون أدهى الروم وأبعدها غورا، فوضع في الرملة جندا كثيفا.
ووضع في القدس جندا أيضا، كما وضع جندا في بيسان، ولما بلغ عمر بن الخطاب عن دهاء الأرطبون قال ” قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عم تنفرج ” وعمل عمرو على مشاغلة الجنود خارج أجنادين بعدد من قادته، وتفرغ للأرطبون يخطط لدحره، وبقي عدة شهور لم يظفر منه بشيء أو خبر لصُنع مكيدة له، ثم سار إليه بنفسه، فدخل عليه كأنه رسول ففطن إلى حيلته الأرطبون، وقال لا شك أن هذا هو الأمير أو من يأخذ الأمير برأيه، فأمر الحرس إذا مر بهم في عودته أن يَقتلوه، وانتبه عمرو إلى ما يضمر له الأرطبون من المكر وقال في نفسه أحسنت يا عمرو الدخول فأحسن الخروج، ثم قال للأرطبون قد سمعت مني وسمعت منك، وقد وقع قولك مني موقعا.
وأنا واحد من عشرة بعثنا عمر إلى هذا الوالي لنكاتفه، فأرجع فآتيك بهم الآن ، فإن رأوا الذي عرضت علي الآن فقد رآه الأمير وأهل العسكر، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم، فقال الأرطبون نعم، ثم أرسل إلى الحرس بعدم التعرض له طمعا منه أن ينال من العشرة بدل الواحد، وخرج عمرو سالما، ثم علم الأرطبون أنها كانت خدعة من عمرو، فقال هذا أدهى الخلق، ثم إن عمرو بن العاص عرف مكان الضعف عند الأرطبون فشن عليه الحرب، وكانت موقعة شديدة بأجنادين لا يفوقها شدة إلا اليرموك، حتى كثرت القتلى، ثم انهزم الأرطبون وقصد بيت المقدس وتحصن فيه، وكان عدد قتلى الروم قريبا من ثمانين ألفا، وكانت أحداث المعركه بأن بدأ خالد بن الوليد بمراسلة قادة الجيوش الإسلامية في بلاد الشام.
للتجمع في موضع واحد هو كما قال المؤرخون قرية عجور من قرى مدينة الخليل، ثم انطلق هو بجيشه وجيش أبي عبيدة من دمشق متجهين بسرعة كبيرة نحو موضع التجمع فلحقت الحامية البيزنطية الموجودة خلف أسوار دمشق بجيش المسلمين واشتبكت مع مؤخرته مما اضطر خالد للتراجع وقتال جيش الحامية كي يجبرهم على العودة إلى دمشق، وعدم اللحاق بالمسلمين، وبالفعل تمكن مما أراد، وفي ذات التوقيت انطلق شرحبيل بن حسنة من بُصرى سالكا طريقا في الصحراء كي لا يتبعه وردان بجيشه الذي خشي من لحاق المسلمين في الصحراء والتي لا يجيدون القتال فيها، وبعد عدة ايام إلتقت الجيوش الخمسة في موضع التجمع بقيادة خالد بن الوليد القائد العام للجيوش وإجمالي عددهم ثلاثه وثلاثين ألف مقاتل.