الدكروري يكتب عن عمران مع بشير بن كعب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الجمعه 20 اكتوبر
الحمد لله رب العالمين الذي أعد الجنة لعبادة المؤمنين الصادقين ووعدهم بها وكان وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بين من هو الشهيد فقال صلى الله عليه وسلم “من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله” فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد قيل أن عمران بن حصين كان في رهط وفيهم بشير بن كعب فحدث عمران يومئذ فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله، قال أو قال الحياء كله خير.
فقال بشير بن كعب إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقارا لله، ومنه ضعف، فغضب عمران حتى احمرتا عيناه وقال ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه، فأعاد عمران الحديث فأعاد بشير، فغضب عمران قال أبو السوار العدوي فما زلنا نقول فيه إنه منا يا أبا نجيد إنه لا بأس به” رواه البخاري ومسلم، ولما قال عبد الله بن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها، قال فقال بلال بن عبد الله، والله لنمنعهن، قال الراوي فأقبل عليه عبد الله فسبّه سبّا سيئا ما سمعته سبه مثله قط وقال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول والله لنمنعهن” رواه البخاري ومسلم، وفي رواية فضرب في صدره.
وقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول لا” وهؤلاء هم الصحابة فقد بلغوا من الامتثال أجمله وأحسنه وأكمله، فروى البخاري عن نافع عن ابن عمر قال كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد، فقيل لها لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت وما يمنعه أن ينهاني ؟ قال يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تمنعوا إماء الله مساجد الله” وروي أن عمر رضي الله عنه جلد رجلين سبّحا بعد العصر ” أي صليا” ورأى سعيد بن المسيب رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يُكثر فيها الركوع والسجود فنهاه، فقال يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة ؟ قال لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة” رواه البيهقي.
وبلغ من شدة تمسك سلف الأمة بسُنة نبيها مبلغا استفاضت معه أقوالهم، واتفقت كلمة العلماء أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة المتبوعة على رد قولهم إذا خالف الحديث، وقال الإمام أبو حنيفة إذا صح الحديث فهو مذهبي، وقال أيضا لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه، وقال أيضا إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي”