المقالات

الدكروري يكتب عن يقصم الظهور ويخرج الناس الدور

الدكروري يكتب عن يقصم الظهور ويخرج الناس الدور 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد وضح لنا الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الزلزلة أن الأرض ستخرج ما بداخلها فقال تعالي ” إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها ” وإن الزلزلة تهز قواعد البنيان، فتخر السقف على أهلها، ويكون ذلك في حال غفلة منهم، فالذين من قبل مكروا السيئات فعذبوا بالزلزلة كما أخبرت الآيات القرآنية عنهم ويحذرنا ربنا سبحانه وتعالي أن نسير سيرتهم فنمكر السيئات فيصيبنا ما أصابهم، وإن هناك سورة في القرآن الكريم قد وُصفت فيها الزلزلة بأدق وصف، وتم تهديد العباد فيها بالخسف إن مكروا السيئات وأنها أكثر السور ذكراً لنعم الله تعالى المعنوية والحسية، وتفصيلاً لمنافعها حتى سماها التابعي الجليل قتادة السدوسي رحمه الله تعالى، سورة النعم لكثرة ما ذكر فيها منها. 

 

فذكر فيها من النعم المعنوية الوحي والقرآن والذكر والتوحيد والملة الحنيفية والحفظ من الشيطان وغير ذلك، وذكر فيها من النعم الحسية، الخلق والرزق والأسماع والأبصار والأفئدة والمآكل والمشارب والملابس والمراكب والمنازل والتزاوج والنسل، كما ذكرت فيها نعم الشمس والقمر والنجوم والبحار وما فيها من أرزاق ومنافع للعباد، إنها سوة النحل، وعن جابر رضي الله عنه قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي ” يا جابر ما لي أراك منكسرا؟ قلت يا رسول الله استشهد أبي، قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا، قال صلى الله عليه وسلم “أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟” قال قلت بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم “ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمنّي عليّ أعطك. 

 

قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الله عز وجل “إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون” قال وأنزلت هذه الآية ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا” وقيل أنه مات الحسن ابن الحسن من أولاد الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، كان عنده زوجة وأطفال، وكان في الشباب، والموت لا يستأذن شابا ولا عجوزا ولا شيخا ولا غنيا ولا فقيرا ولا أميرا ولا ملكا ولا وزيرا ولا سلطانا، فالموت يقصم الظهور ويخرج الناس الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان، فإن الحسن ابن الحسن عندما مات فجأة، نقلوه إلى المقبرة، فوجدت عليه امرأته وحزنت حزنا لا يعلمه إلا الله تعالي، وأخذت أطفالها وضربت خيمة حول القبر، وهذا ليس من عمل الإسلام، ولكن ذكر مؤرخو الإسلام ذلك. 

 

فقيل أنها ضربت خيمة حول القبر وأقسمت بالله لتبكينا هي وأطفالها على زوجها سنة كاملة، وهذا هو هلع عظيم وحزن بائس شديد، وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيمة، وحملتها وأخذت أطفالها في الليل، فسمعت هاتفا يقول لصاحبه في الليل هل وجدوا ما فقدوا؟ هل وجدوا ما فقدوا؟ فرد عليه هاتف آخر قال لا، بل يئسوا فانقلبوا، ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضعيتهم، ولا وديعتهم، فانظروا أنه قال لا، بل يئسوا فانقلبوا، فما كلمهم ميتهم من القبر، وما خرج إليهم ولو في ليلة واحدة، وما قبل أطفاله، وما رأى فتاته، لا، ولذلك هذه هي أول ليلة ولكن لها ليالي أخرى إذا أحسن العمل، فقال الله عز وجل في سورة الطور “والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإحسان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين”

الدكروري يكتب عن يقصم الظهور ويخرج الناس الدور

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار