السيدة حفصة بنت أبيها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من زوجاته صلي الله عليه وسلم هي السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رياح بن عبدالله بن قريط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب، وقد ولدت وقريش تبني البيت الحرام قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، وقد نشأت حفصة رضي الله عنها مثل أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما يتميز به من جرأة وصلابة وقوة في الشخصية وكلمة نافذة واثقة، وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف حفصة أنها بنت أبيها.
وكان أهم ما تعلمته حفصة القراءة والكتابة وإجادتها، ويعد هذا شيئا غير عادي في ذلك الوقت، وقد تزوجت السيدة حفصة من خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، وهاجرت معه إلى المدينة ولكنه مات، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفصة في شهر شعبان على رأس ثلاثين شهرا قبل غزوة أحد، وقال أبو عمر تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث من الهجرة، وقيل تزوجها سنة اثنتين من التاريخ، وقد طلّقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك فحثا على رأسه التراب، وقال ما يعبأ الله بعمر ولا ابنته، فنزل جبريل عليه السلام من الغد فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة بعمر، وأوصى إليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأوصت هي إلى أخيها عبد الله بما أوصى به عمر، وبصدقة تصدقت بها، وأمها هي السيدة زينب بنت مظعون الجمحي القرشي، ومن فضلها ومكانتها ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأهل السيرة وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها، فأتاه جبريل فقال “إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة” وعندما نذكر السيدة حفصة رضي الله عنها فلابد أن نذكر فضلها العظيم على الإسلام وعلى المسلمين حيث أول من احتفظت في بيتها بكتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم وذلك على ألواح وجلود وعظام وشقف، وبهذا حفظت للمسلمين القرآن، وكما أن من زوجاته صلي الله عليه وسلم هي السيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة العامرية القيسية.
فهي هلالية قيسية، وأمها هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة، وكانت من أكرم العرب أصلا ونسبا، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة النبوية وكانت تُسمى أم المساكين في الجاهلية، حيث اشتهرت بالسخاء والكرم الزائد والعطف على الفقراء والمساكين وأن فضيلة الحب والرحمة والرفق بالفقراء والمساكين هي من الفضائل المتأصلة في نفسها رضي الله عنها، وكان دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة، وتوفيت في حياته عليه الصلاة والسلام في آخر شهر ربيع الآخر ودفنت بالبقيع وكان سنها يوم توفيت نحو ثلاثين سنة.