الصبر مع الطاعة طريق النصر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 مارس 2024
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمدك اللهم حمدا ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء، وأشكرك وأستغفرك، وأشهد أنك أنت الله وحدك لا شريك لك، ولا حول ولا قوة إلا بك، بك نحول، وبك نصول، وبك نقاتل، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبدك ورسولك الذي جاهد في الله حق جهاده، جاهد بسيفه ولسانه وسنانه، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان المبارك، وإن الصبر أساس كل فلاح، فإن البناء الأخلاقي للإنسان أساسه الصبر، الذى لا يصبر لا يمكن أن يكون شيئا مذكورا فى الحياة، فأنت حينما تصبر يمكن أن تصل إلى البطولة، فلذلك قال تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” واستعينوا بالصبر والصلاه”
واستعينوا على بلوغ أهدافكم، على بلوغ مرادكم، وقد قال علماء التفسير بالصبر، أى بالصوم و الصلاة، كما تعلمون، فأنت حينما تواجه عدوا متغطرسا قويا جبارا حاقدا يملك أسلحة لا تملكها، ويتمنى تدميرك، يقول الله لك كما جاء فى سورة آل عمران ” وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا” ولقد بيّن الله تعالى لنا أن الصبر مع الطاعة طريق النصر، ويكاد الإيمان أن يكون نصفين، فنصف صبر، و نصف شكر، والذى لا يصبر لا يمكن أن يكون شيئا مذكورا فى الحياة، فإن الصبر ترقية للنفس، والصبر يعنى أن مبدأك أعظم من حاجاتك، ودينك أسمى من رغباتك، فالصبر يعني أن تدع شيئا خسيسا من أجل شيء نفيس، وهذا هو الصبر، لذلك شهر الصوم شهر الصبر، فأنت فى رمضان تصبر على ترك الطعام والشراب، وعلى ترك اللقاء الزوجى، فى نهار رمضان فقط.
فهذا الصبر يجب أن تستخدمه، في مجالات لا تعد و لا تحصى، في عملك ينبغى أن تصبر، فى دراستك ينبغي أن تصبر، في مواجهة العدو ينبغى أن تصبر، في أن تنفق من دخلك المحدود ينبغي أن تصبر، و ألا تمد يدك لمال حرام، فالصبر مدرسة، كان رمضان التعليم الأساسى فيها، فشهر رمضان التعليم الأساسى لمدرسة لها درجات عالية جدا، أنت حينما تثبت لنفسك أولا، و لله ثانيا أنه يمكن أن تدع شهوتك من أجل هدف ما فأنت قد وضعت رجلك على طريق البطولة، فرمضان شهر الصبر، و كيف لو أن عدوا يتحدانا، ويواجهنا، ويتمنى دمارنا، يقول لك الله عز وجل كما جاء فى سورة آل عمران ” وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا” ولقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسي عن ربه سبحانه وتعالى أن للصائم فرحتين فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه”
فالصائم يفرح عند فطره لأن النفس عند الفطر تتناول ما مُنعت منه وهو محبوب لها، ولأنه قد وفق لإنهاء صيامه الذي جزاؤه عند الله عظيم، ويفرح الفرحةَ الكبرى عند لقاء ربه حيث يجازيه على صيامه الجزاء الأوفى، ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور، وفرجه عما حرم الله عليه، ويده عن تعاطى عما لا يحل تعاطيه، وسمعه عن سماع ما يحرم سماعه، وبصره عما حرّم الله النظر إليه، واستعمل هذه الجوارح فيما أحلّ الله، من حفظها وحافظ عليها حتى توفاه الله، فإنه يفطر بعد صيامه هذا على ما أعده الله لمن أطاعه من النعيم المقيم، والفضل العظيم، مما لا يخطر على بال ولا يحيط به مقال.
الصبر مع الطاعة طريق النصر