الفدائي يسطر ريمونتادا تاريخية
كتب: عبدالرحمن محمد
الفدائي يسطر ريمونتادا تاريخية أمام نسور قرطاج في قمة الإرادة والإثارة
شهدت الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لبطولة كأس العرب 2025 قمة كروية عربية لا تُنسى جمعت بين منتخبي فلسطين و تونس على أرضية استاد لوسيل المونديالي. المباراة، التي انتهت بتعادل مثير بنتيجة (2-2)، لم تكن مجرد مواجهة لجمع النقاط، بل كانت درساً في الإصرار والقتالية، خاصة من جانب “الفدائي” الفلسطيني.

سيناريو الشوط الأول: أفضلية تونسية
دخل “نسور قرطاج” المباراة مدفوعين بالرغبة في تعويض الخسارة المفاجئة في الجولة الأولى، وبدأوا اللقاء بضغط مكثف، أثمر عن هدف مبكر سجله اللاعب عمر لعيوني في الدقيقة 16، مستغلاً ارتباكاً في دفاعات المنتخب الفلسطيني. وعلى الرغم من محاولات “الفدائي” للرد، إلا أن المنتخب التونسي نجح في فرض سيطرته النسبية على مجريات الشوط، لينتهي بتقدم مستحق لتونس بهدف نظيف.

الشوط الثاني: صحوة الإرادة الفلسطينية وريمونتادا قاتلة
مع بداية الشوط الثاني، حاول منتخب تونس حسم الأمور سريعاً، وهو ما تحقق عبر الهدف الثاني الذي سجله فراس شواط في الدقيقة 51، بعد تمريرة مميزة من محمد علي بن رمضان، لتبدو المباراة في طريقها لانتصار تونسي سهل.
لكن ما حدث بعد ذلك كان فصلاً من الإثارة والقتالية التي اشتهر بها المنتخب الفلسطيني. فـ “الفدائي” لم يستسلم لفارق الهدفين، بل استمد القوة من عزيمته الجماهيرية وروح لاعبيه:
* تقليص الفارق (2-1): نجح اللاعب حامد حمدان في إعادة الروح إلى صفوف فلسطين والجماهير بتسديدة صاروخية قوية في الدقيقة 61، مسجلاً هدف تقليص الفارق وإشعال المباراة من جديد.
* هدف التعادل القاتل (2-2): ومع اقتراب المباراة من النهاية، وبعد ضغط فلسطيني متواصل، تمكن زيد القنبر من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 85، مستغلاً كرة مرتدة ليدكها في الشباك، ليكمل بذلك ريمونتادا رائعة ويخطف نقطة ثمينة لمنتخب بلاده.

التداعيات والنتائج
بهذا التعادل المثير، رفع منتخب فلسطين رصيده إلى 4 نقاط، ليحتل صدارة المجموعة الأولى (مؤقتاً)، بعد فوزه التاريخي في الجولة الأولى على قطر. بينما حصد منتخب تونس نقطته الأولى، ليحافظ على آماله في التأهل قبل مواجهته الأخيرة.
لقد كانت هذه المباراة أكثر من مجرد تعادل، إنها تأكيد على أن منتخب فلسطين يمتلك الروح والإصرار اللازمين لمنافسة كبار القارة، وقدم “الفدائي” أداءً سيُذكر طويلاً كدليل على أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، وأن الإرادة تتغلب على كل التحديات.

