الفساد الأخلاقي في المجتمعات
الفساد الأخلاقي في المجتمعات
بقلم/السيد شحاتة
إنمـا الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا أمير الشعراء أحمد شوقي كتبها وأصبحت جملة نطلقها في جميع المحافل ولكن لانعمل بها فهي تؤكد أن التمسك بالأخلاق سبب بقاء واستقرار الدول وتقدمها وازدهارها
فـالأمم تضعف إذا ما تراجعت فيها الأخـلاق وتهاوت القيم والمبادئ الراسخة
فالفساد الأخلاقي أشد خطراً
ويقصد به بفساد الأخلاق والبعد عن القيم والمبادئ القويمة التي تخص المجتمع وكذلك القيم الدينية القويمة
وبشكل عام فإن الفطرة تميل إلى الأخلاق القويمة والحميدة إلا أنه في الآونة الأخيرة طغى بشكل كبير التعامل بما يخالف الفطرة السليمة فيما يخص الأخلاق وهو ما يؤثر على المجتمع فصدق القائل إنما الامم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وبدايتنا تبدأ من
التربية السيئة البعيدة عن الإسلام فإذا قمنا بتربية أطفالنا منذ صغرهم بعيدا عن تعاليمه والمبادئ التي يدعوا إليها الدين فلا تنتظر منهم أشخاصا صالحين أسوياء
وإنما ستجد أناسا مشوهين بعيدين كل البعد عن أي قيم ومبادئ وأخلاق
وللاسف يساعد علي كل ذلك لعدم وجود القدوة الحسنة انعدام التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة مع انعدام القدوة التي تراقب وتصلح ماافسدة الزمن خاصة مع انتشار الانترنت وما به من موبيقات فضلا عن قيام شبابنا وبناتنا ولانستسني مجتمعا معينا من ذلك من
التقليد الأعمى إذ تعاني مجتمعاتنا العربية بالتحديد من مشكلة التقليد الأعمى لكل ما هو غربي دون وعي أو غربلة لما يتم استيراده وتقليده من الغرب
فتفاجأ فيما بعد بأن ما تقوم به أمر منافي للأخلاق والدين وهو عبء آخر على الأسرة يجب متابعته
ففساد الأخلاق والفضيلة هما أساس كل فساد سواء فساد إداري أو مالي أو فساد إعلامي وثقافي ولايمكن أن تعالج كل هذه النماذج من الفساد مهما تم سنه من قوانين دون البذرة الأولي وإصلاحها
و من أعظم أسباب الفساد أن صرنا نرى دعاة الباطل من الفاسدين مشهورين معروفين ومحبوبين
بل أغنياء بفسادهم فصاروا القدوة لكثير من الأطفال والشباب مع الأسف الشديد
إن أزمتنا اليوم أزمة أخلاق وممارستها على أرض الواقع وتعبد الله بها
فالكثير يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن ويدعون الإسلام ويملئون المساجد ثم يخرجون للتقاتل والتنازع والتحاسد فيما بينهم
والعلاج الأول والأساسي الذي يقضي علي ذلك وربما الوحيد هو العودة إلى الدين وإعادة تربية الأبناء وفقًا لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف
فقد قال النبي صل الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فجميع الأديان تدعو وتنمي الأخلاق بشكل عام والدين الإسلامي بشكل خاص
فالعودة إليه كفيله بالقضاء على أغلب الأمراض المجتمعية وعلى رأسها الفساد الأخلاقي