الفن طاقة النور لذوي الهمم لقهر الآلم
هبه الخولي / القاهرة
يعتقد البعض أن العلاج بالفن قاصرعلى تقديم بعض الرسوم أو الأعمال الفنية وعرضها على ذوي الإعاقة، بما يعكس راحتهم النفسية، وهذا الاعتقاد في أصلة غير صحيح.
فاللعلاج بالفن فوائد متعددة لذوي الهمم، فهو يساعدهم في التعبيرعن مشاعرهم، ويقلل من قلقهم وتوترهم، ويحسن مهاراتهم الاجتماعية والإدراكية والحسية، ويعزز ثقتهم بأنفسهم ، وينمي الإبداع لديهم، بما يحسين حياتهم ويدمجهم بشكل أفضل في نسيج المجتمع .
فالذوي الهمم عوالمهم الخاصة التي لا يمكن الدخول فيها إلا من خلال طرق ووسائل محددة لا يتقنها كثيرون، والفن هو طوق النجاه الذي يصل بهم إلى بر الأمان في هذه العوالم ليأكونوا مؤهلين للكشف عن مواهبهم بشكل صحيح.
و لنتعرف على دور الفن وأهميته في حياة ذوي الهمم، حاضرت هبه رشدي باحث دكتوراه في مجال الفن بعلم النفس بالمركزية لإعداد القادة محاضرة اليوم ضمن فعاليات ورشة دعم وتمكين ذوي الهمم الذي تقدمه إعداد القادة الثقافيين برئاسة الأستاذة أميمة مصطفى تحت مظلة قصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان حول العلاج بالفن وتأثيره على ذوي الهمم .
مستعرضة، أهمية الفن في حياة ذوي الهمم، ودوره في تطوير مهاراتهم، وكيف يمكن أن يساهم في دمجهم في المجتمع .
وأن الفن لذوي الهمم أهمية كبيرة تظهر من خلال خروجهم من حيز التهميش إلى حيز المشاركة الفعالة ، فيساعدهم في معرفتهم أنفسهم ويزيد من ثقتهم ، وتجنبهم للتنمر مما ييسر عملية دمجهم في المجتمع وينمي لديهم مهارات التفكير البصري خاصة المكفوفين ، ويساهم في تنمية الخيال وربط العديد من العمليات العقلية وينشط الحواس التي تعد نوع من انواع التنفيس الانفعالي .
وأوضحت رشدي أن العلاج بالفن لذوي الهمم يعزالإبداع والتعبير كلغة عالمية تُمكّنهم من إظهار مشاعرهم دون الحاجة للكلام، ويساعدهم في تقديم أنفسهم بطريقة غير تقليديه تتضمن عمليات إبداعية كالرسم والتلوين والنحت، لتساعدهم على التعبيرعن أنفسهم ،ويتيح لهم لشعور بالبهجة عند إبداع شيء يعتبرونه ملكًا لهم .
كما تناولت فوائد العلاج بالفن كرحلة إبداعية أكثر منها انتاجية ، فهو يمنحهم شعورًا بالاستقلالية والتحكم في تعبيراتهم ويحسن من مهاراتهم الحركية، سواءً كان حاملاً لفرشاة رسم أو قلم تلوين أو تحديد أو مقصًا، فيحسن مهاراته، ويوازن التنسيق بين اليد والعين ويعزز شعور الفخر بإنجازاتهم، ويساهم في نموهم البدني العام وتطور مهاراتهم الحركية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق .
وأكدت رشدي أن الأنشطة الفنية، كالرسم أو التلوين، تُحفّز حالةً التأمل لديهم ، وتُخفّض مستويات الكورتيزول والتوتر بشكلٍ فعّال خاصّة لمن يجدون صعوبةً في التعبير عن مشاعرهم، علاوةً على أنه ، يُعزّزالمرونة الإدراكية والقدرة على حل المشكلات، وهما أمران أساسيّان لإدارة القلق والتوتر بفعالية، وأيضاً يساعدهم في المعالجة الحسية ويمكنهم من الإحساس الملموس كتشكيل الطين أو التحفيز البصري للألوان الزاهية، و تنظيم مدخلاتهم الحسية وتحقيق تأثير مهدئ، يُسهّل عليهم إدارة بيئتهم ،وتعزيز مهارات الاجتماعية بخلاف معظم أساليب العلاج التقليدية، فيُمكن إجراء العلاج بالفن ضمن مجموعات، فيشجعهم على التعاون والمهارات الاجتماعية كتبادل الأدوار وحسن التصرف، ويُعزز الشعور بالانتماء للمجتمع، ويُساعدهم في تحسين علاقاتهم مع الآخرين .
ويعزز احترام الذات والثقة بالنفس ويمنحهم شعوراً بالإنجاز مما يساعدهم على بناء صورة إيجابية عن أنفسهم ويشجعهم على خوض تجارب أكثر تحديً .
ثم كانت ثاني محاضرات اليوم الرابع والتي كانت عبارة عن ورشة تصنيع قفازات العرائس نفذتها هبه رشدي كنوع من التطبق العملي على ماتم طرحه في المحاضرة الأولى خاصة وأن عرائس القفاز ذات دورهام في تنمية قدرات ذوي الهمم من خلال كثير من الجوانب، فهي أداة فعالة لتنمية المهارات اللغوية والاجتماعية والإدراكية، وتساهم في بناء الثقة بالنفس،وتساعد على تعزيز مفهوم الدمج عبر تنفيذ نماذج مصغرة للعرائس بطريقة مبسطة ومشجعة تتلائم مع الإعاقات المختلفة، وتساهم في التعامل مع المشكلات النفسية كالخوف والقلق، وتشجع على التعبيرعن الذات وتعزيز من التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي الهمم .
الفن طاقة النور لذوي الهمم لقهر الآلم