الفن والبلطجة في السينما المصرية
من المثير للدهشة كم الانتقادات التي تطال الفنان محمد رمضان بسبب أدواره التي تدور في فلك “البلطجي” أو “الشعبي”، وكأن الناس نسيت أن هذا هو اللون الذي صنع نجوميته، وأصبح علامة مميزة له في الدراما والسينما.
اللوم الحقيقي لا يقع عليه، بل على الكاتب والمنتج اللذين يحددان طبيعة الشخصية ومسار الأحداث. فالفنان يؤدي ما يُطلب منه بإتقان، بينما صناعة العمل هي من تصنع الإطار الذي يَظهر فيه.
رمضان موهوب بلا شك، لكن من الصعب تخيّله خارج هذا القالب الشعبي الذي تألق فيه. فكما لا يمكن تخيّل كريم عبدالعزيز بدور “عبده موته”، لا يمكن تخيّل محمد رمضان بدور الدكتور النفسي الغامض في الفيل الأزرق، أو ضابط المخابرات في الخلية.
وحتى في الكوميديا الخفيفة، مثل شخصية مصطفى خاطر في فيلم ثانية واحدة، من الصعب أن نتخيل محمد رمضان وهو يقول بجملته الشهيرة «مامي!» بتلك البراءة والرقة ، فذلك ببساطة ليس “لونه”.
الخلاصة الصحفية:
محمد رمضان فنان ناجح في مجاله، أتقن لوناً محدداً وترك فيه بصمته الخاصة، لكن عليه أن يُحسن اختيار النصوص ويُنوّع في اختياراته مستقبلًا إذا أراد أن يُثبت أن موهبته لا تقتصر على نمط واحد.
والخلاصة الأدبية:
فكل ممثل كالعطر، له “رائحة فنية” تميّزه، ومتى حاول أن يتعطر بعطر غيره، فَقَد شيئاً من صدقه وبريقه.
الشاعرة سالى النجار
