الدكروري يكتب عن القرآن وصاحبة يوم القيامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن القرآن الكريم هو الدستور السماوي للإنسان في الأرض ومن تمسك به نجا، فقد قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك، فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك، فيقول أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخُلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان بم كسينا هذه؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ، هذا كان مسرعا في القراءة، أو ترتيلا” رواه أحمد.
ولذلك أرانا سعيد بن العاص رضي الله عنه أنه قد أتقن رسالته في التربية، وأدى حق ابنه عليه حين قام بثلاثة أمور، قال “إذا علمت ولدي القرآن، وأحججته، وزوجته، فقد قضيت حقه، وبقي حقي عليه” والاهتمام بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم له مكانة عظيمة في حسن التنشئة على السنة الحسنة، والطريقة الصحيحة، فقد قال إبراهيم بن أدهم قال لي أبي “يا بني، اطلب الحديث، فكلما سمعت حديثا وحفظته فلك درهم” فيقول إبراهيم “فطلبت الحديث على هذا” ولا يقل أمر الاهتمام بتربية البنات عن تربية البنين بل خصّت البنات برعاية مميزة لما للمرأة عموما من أثر كبير على سائر المجتمع إن هي صلحت في نفسها، وتشبعت بالأخلاق الإسلامية التي تنبت معها منذ صغرها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم.
“من بلي من هذه البنات شيئا، فأحسن إليهن، كن له سترا من النار” رواه البخاري، ومن عظيم الإحسان للبنات، تعليمهن أخلاق الإسلام في اللباس، والكلام، والمشي، والخروج، والتعامل مع القرناء ذكورهم وإناثهم، في المدرسة، وفي الشارع العام، ومع الجيران، وكيف تحرص على حيائها، وتعتز بدينها، وتهتم بحجابها، وستر جسدها، فإذا عرفن بالحياء والعفة، عزفن عن مثل هذه الألبسة الضيقة الممزقة، واستنكفن عن مجاراة هذه الموضات الدخيلة، وقل طمع الذكور فيهن، فحفظن أنفسهن من أذاهم، وتعليقاتهم، وما يسمى اليوم بالتحرش الذي لا ترجع حقيقته إلى الذكور فقط بل إلى الإناث أيضا حين يخرجن سافرات متبرجات بزينة، عليهن من الثياب الواصفة، والعطور المثيرة، ما يجذب هؤلاء الشبان إليهن.
وقد قال أحد المفكرين الغربيين يحكي واقع الغرب “أن يكون هنالك آباء صالحون، أمر يحتاج إلى نساء صالحات” فالجريرة من الجهتين، والعتاب على القبيلين، ولقد وقف الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند الجمرات في آخر حجة حجها ودعا الله بقلب صادق، وقال ” اللهم ضاعت رعيتي، ورق عظمي، وشاب رأسي، ودنا أجلي، اللهم فاقبضني إليك غير مفرط ولا مفتون، اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتة في بلد رسولك ” فقال له الصحابة كيف تسأل الشهادة في المدينة ؟ ومن يسأل الشهادة يخرج إلى الثغور والقتال والأعداء؟ فقال هكذا سألت وأسأل الله أن يلبي لي ما سألت، وعلم الله عز وجل أنه صادق مخلص، فعاد إلى المدينة.
وامتدت له يد أبي لؤلؤة المجوسي الآثمة في صلاة الفجر في أحسن بقعة وفي أحسن صلاة، فطعنه ثلاث طعنات وهوى صريعا وحمل على أكتاف الرجال وهو مطعون فما تذكر ولدا ولا زوجة ولا منصبا ولا وظيفة ولا دارا ولا مالا.
الدكروري يكتب عن القرآن وصاحبة يوم القيامة