المال السياسي يقتل إرادة الشعوب
✍️ بقلم حازم علي أدهم
في كل موسم انتخابي يعود الحديث مجددا عن المال السياسي ذلك الشبح الذي يتسلل إلى المشهد في محاولة لتزييف إرادة الناس وشراء الوعي قبل الأصوات المال السياسي ليس مجرد ظاهرة انتخابية عابرة بل هو مرض متجذر في بعض السلوكيات السياسية التي ترى في النقود وسيلة للوصول إلى البرلمان أو السلطة ولو على حساب ضمير الوطن
في مصر حيث تبذل الدولة جهودا حقيقية لبناء وعي سياسي ناضج ومنافسة نزيهة يمثل المال السياسي أكبر تهديد لتلك الجهود فحين يتحول الصوت الانتخابي إلى سلعة يضيع المعنى الحقيقي للديمقراطية ويتراجع دور الكفاءة والإنجاز أمام النفوذ والقدرة على الدفع إن خطورة المال السياسي لا تكمن فقط في شراء الأصوات بل في صناعة واجهات سياسية بلا مضمون تملأ المقاعد ولا تقدم حلولا
ورغم القوانين والرقابة التي تشدد على منع استخدام المال في التأثير على الناخبين إلا أن بعض المرشحين ما زالوا يحاولون الالتفاف بطرق خفية عبر الهدايا أو الدعم العيني أو شراء الولاءات تحت غطاء الخدمة المجتمعية وهي ممارسات تضر بالمواطن قبل أن تضر بالوطن لأنها تخلق جيلا من الناخبين يتعامل مع العملية السياسية بمنطق المصلحة لا المبدأ
المال السياسي في جوهره هو اغتيال للإرادة الحرة ومحاولة لسرقة وعي الناس تحت ستار العطاء إنه الوجه الآخر للفساد لأن من يشتري اليوم ليفوز سيبيع غدا ليعوض ما أنفق ولهذا فإن مواجهة هذه الظاهرة لا تكون فقط بالعقوبات بل ببناء وعي شعبي يدرك قيمة صوته ويعرف أن الكرامة الوطنية لا تشترى
إن المعركة الحقيقية ليست بين المرشحين بل بين المال والضمير ومن يختار أن يقف مع الضمير يختار أن يبني وطنا لا يباع ولا يشترى
المال السياسي يقتل إرادة الشعوب

