الرئيسيةمقالاتالنخلة في القرآن الكريم والسنة النبوية
مقالات

النخلة في القرآن الكريم والسنة النبوية

النخلة في القرآن الكريم والسنة النبوية

النخلة في القرآن الكريم والسنة النبوية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم أما بعد لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في القرآن والسنة النبوية الشريفة الكثير عن النخلة، أما في القرآن الكريم فقال تعالى في النخلة “كشجرة طيبة” وأما السنة النبوية الشريفة فكما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن العذق وهو النخلة وصف بالهرولة وسرعة الإستجابة إلى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من بين الشجر، وهذا يظهر جليا في وصف ابن عباس بحيث قال ” فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عذقا منها فأقبل إليه. 

ثم وصف هذا الإقبال بمعني زائد وهو الرضا بهذه الطاعة والشوق إلى تلك الإستجابة والأنس بها، وذلك بقيام وسجود ليظهر أية من آيات الله، حتى إذا إنتهى إلى النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم قام بين يديه قيام الخاشع المحب لمحبوبه، قال ابن عباس رضي الله عنهما ” وهو يسجد ويرفع، ويسجد ويرفع رأسه حتى إنتهى إليه فقام بين يديه، وأحق من يتنزل عليه هذا الوصف هم عباد الله المؤمنون فإنهم أبدا يرغبون في الطاعات أشد الرغبة، فيبادرونها لئلا تفوت عن وقتها، ويتعجلون في الدنيا أنواع النفع ووجوه الإكرام لأنهم علموا أن هذا هو الباقي لهم، يقول الله تعالى واصفا بعض عباده المؤمنين ” يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ” حيث جرت معاملتهم في مبادئ أمورهم بحسن الأدب فيما ألزمهم القيام به من حقوقه فلم تبقي عندهم نصيحة إلا بذلوها ولا قربة. 

إلا وصلوها ولا مال إلا كان للفقراء منه نصيب، بل سمحت نفوسهم ببذل المهج عن أول حق من حقوقه في طلب الوسيلة إليه فبادرت غير مبقية ولا مستبقية بل نظرت إلى أن الذي عليها في حين بذلها أكثر بحالها مما بذلت، وفي رواية عند الإمام أحمد قال “قال فاذهب فادع تلك النخلة فدعاها فجاءت تنقز بين يديه قال قل لها ترجع قال لها رسول االله صلى الله عليه وسلم ارجعي فرجعت حتى عادت إلى مكانها” وأخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا ” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال في الجنة. 

فألقى تمرات كن في يده، ثم قاتل حتى قتل ” ولقد مثل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم النخلة بالمؤمن، ومرة مثل المؤمن بالخامة من الزرع، ومعلوم أن ثمة تفاوتا كبيرا بين النخلة والخامة، ووردت آثار موقوفة تخصص وصف المؤمن القوي بالنخلة، وتخصص وصف المؤمن الضعيف بالخامة من الزرع، فنزل المرفوع منها منزلة العموم، والموقوف جاء على وجه يخصص هذا العموم، فأما العام المرفوع فما رواه كعب بن مالك، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تقيمها الرياح، تصرعها مرة وتعدلها أخرى، ومثل الكافر مثل الأرزة المجدبة على أصلها لا يقلها شيء حتى يكون إنجعافها مرة واحدة، وعن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم. 

قال” مثل المؤمن مثل خامة الزرع من حيث أتتها الريح كفتها، فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك مثل المؤمن يتكفأ بالبلاء، ومثل الكافر مثل الأرزة، صماء معتدلة، يقصمها االله إذا شاء ” وأما الأثر الموقوف فأخرج ابن أبى شيبة وغيره عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال “مثل المؤمن الضعيف كمثل الخامة من الزرع، تميلها الريح مرة وتقيمها مرة” قال قلت فالمؤمن القوي؟ قال ” مثل النخلة تؤتي أكلها كل حين في ظلها ذلك، ولا تميلها الريح “

النخلة في القرآن الكريم والسنة النبوية

النخلة في القرآن الكريم والسنة النبوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *