النميمة آفة تدمر المجتمع
بقلم :-
عبادى عبد الباقى قناوى
النميمة : –
من أخطر الآفات على المجتمع
تمزق الروابط الإجتماعية وتنشر العداوة والبغطاء فى المجتمعات .
قال الله تعالى :-
{( ويل لكل همزةٍ لمزةٍ ) }
[الهمزة: ١]
قيل الهمزة : –
النمام .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
«( لا يدخل الجنة نمام ) »
حد النميمة :-
نعلم أن اسم النميمة إنما يطلق في الأكثر على من ينم
قول الغير إلى المقول فيه .
كما تقول :-
فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا
وليست النميمة مختصة به
بل حدها كشف ما كره كشفه
سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه ثالث .
وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء وسواء كان المنقول من الأعمال أو من الأقوال .
ما يجب على من نقلت إليه
النميمة : –
كل من حملت إليه النميمة وقيل له :-
إن فلانا قال فيك كذا وكذا فعليه ستة أمور : –
الأول : –
أن لا يصدقه لأن النمام فاسق وهو مردود الشهادة .
قال الله تعالى :-
{( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالةٍ ) }
[الحجرات: ٦]
التجسس :-
البحث للتحقق اتباعا لقول الله تعالى : –
{( ولا تجسسوا ) }
[الحجرات: ١٢]
الثانى :-
ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله .
الثالث :-
يبغضه فى الله فإنه بغيض عند الله .
الرابع :-
لا تظن بأخيك الغائب سواءا
لقوله تعالى :-
(اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
(الحجرات ١٢)
الخامس :-
لا يحملك ما حكى على التجسس والبحث للتحقق منه
لقول الله عز وجل :-
﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾
(الحجرات ١٢)
السادس :-
أن لا ترضي لنفسك ما نهيت النمام عنه فلا تحكى نميمته .
فتقول : –
فلان قد حكى لي كذا وكذا فتكون به نماماً ومغتابا وتكون قد أتيت ما عنه نهيت .
ذكر أن حكيما زاره بعض إخوانه فأخبره بخبر عن بعض أصدقائه فقال له : –
قد أبطأت في الزيارة وأتيت بثلاث جنايات : –
بغضت أخي إلي وشغلت قلبي الفارغ واتهمت نفسك الأمينة .
قال بعضهم : –
النميمة مبنية على الكذب والحسد والنفاق
وهي أثافي الذل
كلام ذي اللسانين : –
كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعادين و يكلم كل واحد منهما بكلام يوافقه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
«( من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة ) »
وقال عليه الصلاة والسلام : –
« تجدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين
الذي يأتي هؤلاء بحديث
وهؤلاء بحديث »
المدح : –
والمدح يدخله ست آفات
أربع في المادح واثنتان في الممدوح .
فأما المادح :-
فالأولى : –
أنه قد يفرط فينتهي به إلى الكذب .
الثانية : –
أنه قد يدخله الرياء فإنه بالمدح مظهر للحب .
الثالثة : –
أنه قد يقول ما لا يتحققه ولا سبيل له إلى الاطلاع عليه .
الرابعة : –
أنه قد يفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق وذلك غير جائز .
وأما الممدوح فيضره من وجهين : –
أحدهما : –
أنه يحدث فيه كبراً وإعجاباً وهما مهلكان .
الثاني : –
أنه إذا أثنى عليه الخير فرح به وفتر ورضي عن نفسه وقل تشميره .
نسأل الله أن يبعد عنا النميمة وما قرب منها من قول أو عمل.
النميمة آفة تدمر المجتمع